المساء
محمد جبريل
ع البحري - مزايدات الانتخابات الاسرائيلية
في حملته للفوز بأصوات الناخبين. طالب نتنياهو الاسرائيليين بدعم أحزاب اليمين. وحذر من خطر حقيقي يمثله فوز اليسار الاسرائيلي في انتخابات المجلس التشريعي.
أكد نتنياهو أن غالبية الاسرائيليين لايريدون تسيبي ليفني ورفاقها في أحزاب المعارضة. بل يريدونه هو. لانه- كما أفاض في التناول والشرح- خير من يقود شعبه إلي صالح الدولة اليهودية. التي لاتعرف التنازلات. وتحرص علي أبدية القدس كعاصمة موحدة لاسرائيل.
طبيعي أن يلجأ نتنياهو إلي الكلمات التي تتجه إلي وجدان الناخب الاسرائيلي. تخفيه من أخطار متوقعة. وتزين له صورة المستقبل لو أنه أعطي صوته للحكومة الحالية. وقد أسرف في وعوده لناخبيه. إلي حد رفض كل الحلول التي طرحت علي طاولة المفاوضات منذ ما قبل معاهدة أو سلو. وبعدها.
قد يجد الناخب الاسرائيلي في كلمات نتنياهو ما يحضه علي انتخاب الليكود. فنظرته إلي تطورات الاحداث مرتبطة بالغاء الحقوق المشروعة للشعب العربي في فلسطين. مقابلاً لفرض الصبغة اليهودية علي كل الاراضي المحتلة.
للمواطن الفلسطيني والعربي بعامة. نظرته المختلفة التي تدين رفض الانسحاب من حدود 1967. وتهويد القدس. والسعي لتدمير الاقصي. واستيطان مدن الضفة وقراها وبياراتها. والتمسك بيهودية الدولة. ورفض حق العودة. وإعادة اعتقال حتي الذين غادروا المعتقلات وفق اتفاقات دولية.
تقسيم الكيان الصهيوني إلي يمين ويسار. صقور وحمائم. لا يجد اقتناعاً ولا استجابة عند المواطن العربي. لا لأنه يرفض الحل السلمي. فقبوله بحدود يونيو 1967- علي سبيل المثال- تأكيد علي التزامه بذلك الحل. شريطة إقامة دولته المستقلة. بعيداً عن الوصاية الاجنبية. وعن مواصلة عمليات الاستيطان والتهويد وتدنيس المقدسات والقمع والاغتيال والتدمير والمحو وغيرها من السياسات الاسرائيلية المعلنة. التي تحاول تطبيق مقولة بن جوريون مؤسس الكيان الصهيوني: نحن بحاجة إلي اتفاقيات مؤقتة. وليس إلي معاهدة سلام!. فهي تستغل الانقسام في الساحة الداخلية الفلسطينية. وانحياز الادارة الامريكية للكيان الصهيوني. وغياب المشروع العربي المقاوم الذي لايقتصر علي مجرد ردود الافعال- ومعظمها للاسف- في إطار التنديد والشجب- بل يسعي للإفادة من كل القوي المؤثرة في العالم. بحيث تعود إليه أرضه وحريته. وإرادته في صنع قراراته التي يشغلها تبديل ظلم الحاضر. وصياغة رؤي جديدة للمستقبل.
لا شأن للفلسطينيين بالمزايدات الانتخابية بين قادة الكيان الصهيوني. انها تخص قادة الكيان. وأصوات الناخبين اليهود الذين قدموا- بدعاوي أسطورية للاستيلاء علي أرض توهموا أنها بلا شعب!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف