محمد جبريل
ع البحري -وحدة الصوت الفلسطيني
تعد منظمة التحرير الفلسطينية- باعتراف المجتمع الدولي ومنظمته الدولية- ممثلاً وحيداً للشعب الفلسطيني. المنظمة مؤلفة من فصائل مقاومة. بدأت برفع السلاح. ثم أنزلته باعتبار أن المفاوضات قد تغني عن استخدام السلاح. و ما يفرضه من احتمالات مدمرة.
لعلنا نذكر بداية فصيل فتح. والعمليات التي قام بها في المدن الفلسطينية. والإذاعة التي خصصتها لها القاهرة. تقدم برامج تاريخية وسياسية. فضلا عن توجيهات إلي المقاتلين بعبارات كودية. لم نكن نفهمها وإن طمأنتنا إلي أن خيار المقاومة يعطي ثماراً.
تكون- فيما بعد - العديد من الفصائل الفلسطينية. رفعت شعار المقاومة المسلحة. بعد أن وجدت في طريق المفاوضات تشعبات بلا نهاية. واستطاع ياسر عرفات - عقب خلافته للعروبي الكبير أحمد الشقيري- أن يوحد كل الفصائل في إطار منظمة التحرير الفلسطينية. وكانت معركة الكرامة التي لقنت فيها المقاومة درساً للجيش الاسرائيلي. ولقادة تل أبيب بالتالي. بما دفعهم إلي إعادة النظر للساحة. وأنها- بانتصار المقاومة- ليست مقصورة علي القوة الاسرائيلية.
ثم خفت صوت المقاومة لعوامل فلسطينية داخلية وعربية ودولية وكانت أسلو ذروة التفاوض بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي سرت في الوطن العربي والعالم روح جديدة من التفاؤل بقرب الدولتين وتحقيق الجوار علي أسس جغرافية صحيحة- بين الشعب الفلسطيني والمستوطنين الاسرائيليين.
لكن تطورات الأحداث انتهت إلي غير ما سعي العالم لتحقيقه تحولت غزة إلي سجن كبير. يضم- إلي جانب أبنائه المقيمين- كل من يهمس بالمعارضة في الضفة الغربية. ويفرض عليه حصاراً قاسياً. ويشن عليه غارات تستهدف البني الأساسية ومصادر الحياة تحركت المنظمات الإنسانية بزيارات إلي القطاع عن طريق البحر. لكن الغطرسة الاسرائيلية ردت تلك الزيارات بالعنف. في تجاوز لأبسط المباديء الإنسانية أما الضفة الغربية فإن عمليات هدم البيوت والاستيطان والاعتقال والقمع والنفي والمحو تجري تحت نظر السلطة الفلسطينية. وبالتعاون معها في بعض الأحيان. حتي لجأ الشباب الفلسطيني- يأسا- إلي عمليات غير مسبوقة. يطعنون فيها بالسكاكين من يلتقيهم من المستوطنين. ويدفعون أرواحهم- ثمناً للعمليات الانتحارية- في اللحظة التالية. ووجدت القوات الاسرائيلية في تلك العمليات تبريرا لعمليات إعدام نفذها جنودها في الشوارع. بدعوي نية الشباب الفلسطيني قتل المستوطنين!
مفاوضات الوحدة أو الاندماج. بين الفصيلين الفلسطينيين الرئيسين يجب أن تضع الأولوية للمقاومة بالسلم فإذا واصل الكيان الصهيوني غطرسته. وأصر علي إفشال المفاوضات وإفشال محاولات السلم بالتالي فإن من حق المنظمة. وواجبها إزاء حرية شعبها . أن تلجأ إلي وسائل أخري.