الكورة والملاعب
سمير الجمل
حديث القلب المطمئن "1"
قلت في لقاء تليفزيوني إنني أثق تمام الثقة بعفو وعدل ورحمة ربنا سبحانه وتعالي بهذا البلد المبارك المحروس بعنايته وعاتبني صديقي مندهشاً كيف لي هذا التفاؤل والحال لا يعلمه إلا الله.. الناس في ضيق.. والشوارع والمحلات.. يتشابكون لأتفه الأسباب إلي حد التقاتل.. ويري صديقي أن هذه ليست بلادنا التي نعرفها وهؤلاء ليسوا أهلنا الذين نفخر ونتباهي بهم علي العالمين.
تفاؤلي ازداد ولم ينقص.. لأن ثقتي وإن اهتزت في الخلق ليس لها إلا أن تزداد علواً ويقيناً بالمولي سبحانه الذي قدر فهدي.
قال صديقي: لكن الناس تبالغ في تشددها وتتظاهر بالتدين ولكنها أبعد ما تكون عن الدين.
قلت: وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء علي الناس ويكون الرسول عليكم شهيداً وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب علي عقبيه وإن كانت لكبيرة إلا علي الذين هدي الله وما كان الله ليضيع إيمانكم إن الله بالناس لرءوف رحيم.
قال صديقي: الاختلافات يا أخي أكثر من أن نتحملها ووصلت إلي حد التجريح الشخصي والتشكيك في كل شيء.
قلت: وما كان الناس إلا أمة واحدة فاختلفوا ولولا كلمة سبقت من ربك لقضي بينهم فيما فيه يختلفون "يونس19".
قال صديقي: ضاقت علينا سبل الحياة وأصبحنا نعاني في لقمة العيش.. وفي تفاصيل حياتنا اليومية.
قلت: ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون. "البقرة 155 - 156 - 157".
قال صديقي: للأسف هناك من يخدعنا ويطالبنا بالجوع وشد الحزام وهو يعاني من التخمة والإسراف.
قلت: قل إن تخفوا ما في صدوركم أو تبدوه يعلمه الله ويعلم ما في السماوات وما في الأرض والله علي كل شيء قدير "آل عمران 29".
قال صديقي: اختلطت علينا الأمور.. ولم نعد نعرف صالحها من طالحها ولا أبيضها من أسودها.
قلت: من جاء بالحسنة فله خير منها ومن جاء بالسيئة فلا يجزي الذين عملوا السيئات إلا ما كانوا يعملون "القصص 84".
قال صديقي: تكلمني بالقرآن الكريم فلا أجد نفسي إلا راضيا مقتنعا؟.. ولكن النفس أمارة بالسوء.
قلت: أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين "العنكبوت3".
قال صديقي: لقد حاولت قدر المستطاع أن أعتصم بديني وأنا أقاوم شياطين الإنس والجن.. ما استطعت إلي ذلك سبيلا.. والله لا يكلف نفسا إلا وسعها.. وأنا ضعيف!
قلت: وأن نمن علي الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ونمكن لهم في الأرض ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون" "القصص6".
فهل توقف حديث القلب المطمئن عند هذا الحد؟
ابداً.. لأن الحديث له بقية.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف