محمد السيد عيد
تزوج روسية وخذ الجنسية - نحن ياسادة لن نشتري بالمال بل نريد الاستبدال
هناك عروض روسية وأخري من أوكرانيا وشرق أوروبا لطلب أزواج مصريين لبناتهم، وهذا مزاد خيالي يقدم فيه راغبو الشراء عروضهم.
صاح المنادي : تريللم تريللم، هنا المزاد ياعم، شباب مصري أصيل، مروي بماء النيل، لكن حظه قليل، رغم حصوله علي شهادات علمية، متوسطة وجامعية، فمن يرغب في الاستعانة بمواهبه وقدراته، ويقدر علي حل مشكلاته، فليتقدم ويعرض خدماته.
شباب كله رجولة، وهو رمز للفحولة، من ليلة الدخلة ستحمل منه العروس، وسيعطيها في فنون الزوجية أغلي الدروس. فمن يريد هذا الشباب، ويقدر علي دفع الحساب ؟
تقدم مسئول أوكراني بثقة عظيمة، وقال لديّ عرضٌ ذو قدر وقيمة، لكن نحن ياسادة لن نشتري بالمال، بل نريد الاستبدال، نعطيكم البنات ونأخذ الرجال. قال مسئول المزاد : لقد انتهي نظام المقايضة من زمان، ونحن لانوافق علي إعطاء رجالنا بالمجان، فرد عليه مندوب الأوكران : بل اسمع كلامي كاملاً قبل أن ترد، فمميزات عرضنا تفوق الحد، عرائسنا لا يطلبن مهراً ولاشبكة، ولايشترطن الاستقلال بالشقة، وفوق هذا سنمنح العريس الجنسية الأوكرانية، مما يقلل من حجم مشكلتكم السكانية، ثم إن الشباب في بلدكم عاطلون، لكنهم في بلادنا سيجدون فرصة للتعيين، كما أن البنات الأوكرانيات قمرات، عيونهن زرقاء، وشعورهن صفراء، أما أجسامهن فهي صفايح الزبدة السايحة، وبراميل القشطة النايحة، والعينة بينة، شاهدوا مسلسل لارا الذي يعرضه التلفزيون المصري، وانظروا إلي جمال النساء الأوكرانيات الحصري.
ما إن انتهي الأوكراني من كلامه حتي تقدم رجل مهم، وقال بأدب جم، وبأسلوب لاينقصه الحسم : أنا ممثل شرق أوروبا في هذا المزاد، وسأعرض عرضاً لايرد، ولن يعاد. أنتم عند الزواج تقولون إنكم تشترون الرجال، ونحن مثلكم نؤمن أن الرجال لايقدرون بالمال، ولأننا نريد مصاهرتكم فنحن سنقدم لشبابكم بنات في غاية الجمال، ونشجعهم علي إنجاب الأطفال، ونعرض عليكم ماعرضه مندوب أوكرانيا المحترم، وننتظر أن تقولوا لنا نعم.
وبعده تقدم مندوب روسيا باعتداد، وقال بشكل جاد، لمندوبي أوكرانيا وشرق أوروبا وغيرهما من البلاد : مالكم وما لهذا المزاد ؟ مادمتم لاتعرفون طبيعة العصر فما الذي جاء بكم إلي مصر ؟ فلتعلموا ياسادة أن هذا عصر مادي، ولذا فسنقدم عرضاً غير تقليدي، وليسمع الأصدقاء المصريون عرضنا الجبار : نحن ياسادة سندفع بالدولار. سنقدم لكل عريس خمسة آلاف دولار، فهل في المنافسين من يقدر علي الزيادة علي عرضنا الجبار ؟.
ارتبك المندوب الأوكراني وتحدث إلي مندوب شرق أوروبا في همس، لكن الروسي تنصت عليهما كالنمس، فلما علم أنهما ينويان الزيادة عليه، أقسم بحياة أبويه، ألا يترك بنات روسيا للعنوسة، وأن يوقع خصميه في حوسة، فقد وصل الحال بالبنات الروسيات حداً جعلهن يدفعن للشباب ثمن البوسة. لذلك دخل ضدهما في مزايدة. بل وصل الأمر لحد المعاندة. فلما فاز عليهما بسبب الزيدة المالية، قال في زهو وبطريقة إعلانية : تزوج روسية وفز بخمسة عشر ألف دولار، واحصل علي الجنسية. هنا قال المسئول عن المزاد لنفسه : الأفضل ألا نرفض شيئاً من هذه العروض العديدة، فهي جميعاً عروض مفيدة، ولو وزعنا الأيدي العاطلة، علي هذه البلاد المتقدمة، سنكون حللنا مشاكل مصر، التي تفوق الحصر. ونقضي علي البطالة المزمنة، وأزمة المساكن الطاحنة، والمشكلة السكانية الراهنة. لكن المشكلة التي لم يحسب أحد حسابها، هي بنات مصر ونساؤها، فقد قمن بتنظيم مظاهرات يصعب فضها، يطالبن فيها لأنفسهن بالرجال، ويطرحن علي المسئولين أصعب سؤال : هل ترضون لبنات مصر بالعنوسة وسوء المآل؟
ونحن نسأل المصريين والمصريات : مارأيكم في هذه العروض ؟ نقبلها أم نرفضها؟