بوابة الشروق
حسن المستكاوى
سباق الفئران الإنجليزية
** اشتعل الدورى الإنجليزى، والمنافسة أصبحت بين خمسة فرق، وهى تشيلسى، ومانشستر سيتى، وأرسنال، ومانشستر يونايتد، وليفربول. والسباق ليس على الصدارة فقط وإحراز اللقب، ولكن هناك سباقا آخر من أجل ضمان مقعد فى بطولة دورى أبطال أوروبا، والأربعة الأوائل فى الدورى يحصلون على هذا الشرف..
** بعد فوز مانشستر يونايتد على توتنهام بثلاثة أهداف للا شىء، قال لويس فان جال مدرب يونايتد: «نحن نسير خطوة خطوة. والمهم أن تكون الخطوة صحيحة. فالمنافسة شرسة للغاية. إنها عبارة عن سباق فئران».. والمعنى مفهوم. فالسباق عنيف ومتغير ويجرى بين فرق تجرى كل أسبوع وبعضها يتقدم وبعضها يتأخر..
** لماذا أصبح الدورى الإنجليزى سباقا بين فئران سريعة (لا توجد فئران بطيئة طبعا)، وأقوى منافسة أوروبية فى مجال كرة القدم؟
أجاب على هذا السؤال رومينيجه رئيس بايرن ميونيخ من قبل حين قال إن البوندسليجا (الدورى الألمانى) متأخر عن نظيره الإنجليزى بمسافة عشر سنوات فى التسويق والترويج. والواقع أن البريميرليج يعد أغلى مسابقة لكرة القدم، فقد بيعت الحقوق التليفزيونية لثلاثة مواسم قادمة بمبلغ 3,2 مليار جنيه استرلينى، وهو ثانى أغلى منتج رياضى بعد دورى كرة القدم الأمريكية الذى بلغت قيمته أربعة مليارات جنيه..
** إلا أن المسألة ليست تسويقا وترويجا فقط، وإنما قوة منافسة وتعدد الفرق التى تنافس على الألقاب، وفلسفة اللعب من أجل الفوز فى جميع المباريات وبين جميع الفرق وهذا فى حد ذاته جذب الجمهور للمباريات فى المدرجات، بالإضافة إلى المشاهدين الذين يتابعون الدورى نظير دفع مبالغ اشتراك للشركات التى تحتكر حقوق البث داخل انجلترا، وكما قال جوسيب ماريا مارتيميو رئيس برشلونة فى حوار مع صحيفة إندبندنت عن الفارق بين الدورى الإسبانى ونظيره الإنجليزى: «أن الأخير يتابعه ما يقرب من 15 مليون مشاهد وفقا لقاعدة ادفع تشاهد. بينما لا يتعدى عدد مشاهدى الدورى الإسبانى 2,5 مليون مشاهد وفقا لنفس القاعدة. فالمنافسة فى الليجا تكاد تنحصر بين برشلونة وريال مدريد. وهناك أتلتيكو مدريد وفالنسيا، لكننا فى أشد الحاجة لزيادة عدد الفرق التى تنافس على الألقاب المحلية».
** من المعروف أن برشلونة يختلف عن الأندية الإنجليزية، فهو نادٍ اجتماعى يضم أكثر من 144 ألف عضو وهم ينتخبون مجلس الإدارة ويشاركون فى قرارات المجلس بينما الأندية الإنجليزية ملكية خاصة، وبعض ملاكها (أكثر من النصف أجانب) وهم أصحاب القرار.. ولذلك وعلى سبيل المثال لجأ برشلونة للتصويت عند التعاقد مع مؤسسة قطر ثم قطر للطيران للإعلان على فانلة الفريق بدلا من اليونيسيف. ويجنى النادى الكاتالونى ما يقرب من 40 مليون يورو سنويا نظير هذا الإعلان، وهو مبلغ يساهم فى تجديد استاد بتكلفة تصل إلى 600 مليون يورو..
** نقطة مهمة فى لغة هذا الزمن الذى تعيش كرتنا خلفه بسنوات.. وهى أن ناديا مثل برشلونة يفكر فى شراء أندية خارج إسبانيا كما فعل مانشستر سيتى فى أمريكا وأستراليا.. وأن ذلك يخرج بالنادى من نطاق المحلية إلى العالمية، فى كل شىء. من التسويق إلى الإعلان وجذب المزيد من الجماهير.. وهذا ليس موضوعنا على أى حال.. أو لنقل: واحنا مالنا؟!


تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف