حامد عز الدين
الخطة شمشون وضحكة الكابتن ناجي !
أبدا لم يزحف أكثر من 40 ألف مصري الي ستاد برج العرب للاستمتاع بمباراة قوية في كرة القدم أو للاحتفاء بانتصار سيحققه المنتخب وانما كان هذا الزحف الذي كان يمكن أن يتضاعف عشرات المرات - لوسمحت الظروف - لأن هؤلاء المصريين كانوا يشعرون بثقل المهمة الملقاة علي عاتق لاعبيهم في مواجهة فريق قوي بل شديد القوة . جاء المصريون ليشدوا من أزر لاعبيهم للصمود في مواجهة النسور . جاء المصريون بدوافع وطنية صرفة للتكاتف مع المصريين من أبنائهم واخوتهم لتحقيق الحلم الصعب بالفوز علي النسور الذين جاءوا يحملون رغبة 174 مليون نيجيري في أكبر الدول الافريقية واغناها . كان المشهد بهيجا مبهجا لاستاد الجيش ببرج العرب وقد امتلأ تقريبا بالمصريين شبابا وأطفالا ونساء تفعهم الرغبة في تقديم ما يستطيعون لدعم منتخبهم لتحقيق الحلم بالتأهل الي كأس الأمم الافريقية في الجابون 2017 الذي لم يحققوه منذ نحو 5 سنوات هي سنوات الفلتان في مصر . زحفوا لادراكهم أن ظروف التكافؤ غير متوفرة بين لاعبيهم ولاعبي المنتخب النيجيري فالمباريات المصرية تقام بدون جمهور منذ سنوات وهذا يفقد اللاعبين كثيرا من أساسيات لعبة كرة القدم التي يعد فيها الجمهور عنصرا أساسيا ان لم يكن هو العنصر الأكثر فعالية ..والبطولات الكروية في مصر تعرضت لكثير من التوقفات بسبب الأحداث الدراماتيكية المتكررة فيما المنافس يعيش ظروفا طبيعية ويملك جيشا من اللاعبين المحترفين في كبريات الأندية الأوروبية والمواجهة الأخيرة في لقاء الذهاب أثبتت بمالا يدع مجالا للشك تفوق النسور وسيطرتهم ولولا الجهد الرهيب من لاعبي مصر ورضاء الجنرال توفيق ما كان نجمهم الكبير محمد صلاح حقق هدف التعادل بتمريرة سحرية من البديل رمضان صبحي في الدقيقة الأولي من الوقت بدل الضائع .
وليلة المباراة اتصل بي صديقي الصحفي الافريقي »عاشق مصر » الذي كان مكلفا بمتابعة منتخب نيجيريا وهو يستعد لمواجهة منتخب الفراعنة حيث تابعهم عن قرب حتي وصل معهم علي طائرتهم الخاصة الي برج العرب هاتفني صباح الاثنين قبل أن يستقل لاعبو نيجيريا الطائرة من كادونا الي أبوجا لاستقلال طائرة أخري مستأجرة تقلهم الي القاهرة .
في البداية حكي لي عن حالة الحشد الجماهيري من جانب الجماهير النيجيرية وراء منتخبها وكيف أن مهمة النسور بالنسبة الي جماهيريهم تتلخص في كلمة واحدة هي الفوز علي المصريين .وحدثني عن الالاف الذين حرصوا علي متابعة التدريبات في ستاد كادونا ولم يتوقف زئيرهم وهم يطالبون لاعبيهم بالثأر من المصريين الذين سرقوهم ذ من وجهة نظرهم ذ بهدف في الدقيقة الأولي من الوقت الضائع . وحكي لي صديقي عن التدريب القوي الأخير للنسور النيجيرية مساء الأحد الذي استغرق 3 ساعات كاملة . وبدأ يشرح لي عن التكتيكات التي اعتمد المدير الفني سامسون ذ وترجمتها شمشون - سياسيا المدير الفني للنسور لضرب المنتخب المصري باستغلال فارق السرعة بين مهاجميه ولاعبي الوسط وبين الدفاع المصري .. شعرت أن صديقي ذ من كل قلبه - يحاول أن ينقل لي أي شيء يمكن أن يفيد المصريين في مواجهة نيجيريا .
ولأن قلقا شديدا انتابني بعد هذه المكالمة قررت أن أنقل مخاوفي الي صديقي الشاعر الفنان الكابتن أحمد ناجي مدرب حراس المرمي في المنتخب فاتصلت به هاتفيا ورد علي بصوته المميز وضحكته الجميله ..واستمع الي كل ما عندي من معلومات وتوقف عند معلومة واحدة لكنه لم يبد اهتماما بزيادة جرعات اللياقة البدنية قائلا : » يعني هما ناقصين !» .. لكن بصراحة أثارت حالة الهدوء لدي ناجي حالة من التفاؤل لدي . .
وبدأت المباراة العصيبة وانتهت والفريق المصري يصنع ما يريد منها في ظل قعقعة الاصطدامات بين اللاعبين وكان التكتيك الذي لجا اليه الجهاز الفني بقيادة فيكتور كوبر ناجحاً في الدفاع بثلاثة لاعبين في جميع أنحاء الملعب علي اللاعب الذي يمتلك الكرة الكرة والاعتماد علي الهجمات المرتدة السريعة التي أتاحت للمصريين 5 فرص في الشوط الأول لم تستغل جيدا و3 فرص في الثاني جاء منها الهدف الغالي ..ثم كانت أصعب عشر دقائق مرت علي كرة المصرية وهي العشر دقائق الأخيرة من المبارة التي انتهت بكرة صاروخية اصطدمت بأسفل القائم وخرجت بسلام بشكل مذهل وهي تعلن للمصريين »لا تحزن، إن الله معنا » .. ودامت أفراح المصريين الحقيقيين وليس هؤلاء الذين كانوا يشاهدون المباراة أملا في خسارة مصر ..