- قبل أن تقرأوا: لست ضد عودة «الحق» - أى حق - إلى أصحابه، ولا «صنافير» و«تيران» إلى أهلها، إن كان أشقاؤنا السعوديون أهلها حقاً! ولكنى فقط ضد توقيت اعلان القرار وعملية الترسيم للحدود البحرية، فقد «غطت» على الزيارة وجعلت الاضافة التى كان ممكناً أن تتحقق منها تتوارى - قليلاً - لحساب الحديث عن «الجزيرتين» وكان فى غالبيته حديث بـ «السلب»، فقد تمت العملية والقرار فجأة ودون مقدمات!
- كان من الممكن أن يكون «الاخراج» بأفضل مما جرى، وكان ممكنا مثلاً إيلاء اهتمام أكبر للرأى العام وابداء مزيد من الاحترام للشعب ومجلس الشعب وللوجدان المصرى بصفة عامة، وهو الذى عاب على «مرسى» أو اتهمه بمعنى أدق، بالتفريط فى أراض مصرية والتنازل للفلسطينيين عن جزء من سيناء بالاتفاق مع الامريكان.
- كنا فى غنى عن اتهامات «الاخوان» التى امتلأ بها الفضاء التليفزيونى والإلكترونى.. وكنا أحوج ما نكون الى التركيز فى التحديات المشتركة، فى سوريا واليمن والعراق، والخروج بسياسات توافقية توقف عبث النظم العربية وخلافاتها الدموية التى حولت حياة شعوبها جحيماً!
- ما كان ضرنا لو أن الزيارة اهتمت بالتركيز على الجوانب السياسية والعسكرية والاقتصادية الحالية، تاركة صنافير وتيران لمناسبات أخرى يكون «عود» مصر فيها قد اشتد قليلاً، ذلك أنه يواجه الآن أشرس تحد، من سد النهضة الذى سد شرياننا المائى.
ومن وصف السد العالى الحالى بأنه - مع الوضع الجديد لسد إثيوبيا - أصبح مجرد حيطة عالية فقط.. وتحول نهر النيل من نهر دولى محكوم باتفاقيات دولية الى «نهر إثيوبى» تتحكم فيه كما تشاء.. الى قضية «ريجينى» التى تكبر كل يوم ككرة الثلج ويبدو أنها بطريقها لإحداث حرائق كبيرة فى الأحراش والغابات المصرية!
- لا أظن أن الدولة المصرية تتعلم من دروس التاريخ، فعندما يتم تجاهل الرأى العام فى هكذا قضايا مصيرية فإن العواقب تكون وخيمة.
- دخلنا فى جدال عقيم.. لواء محمد خلف يؤكد سعودة الجزر، واللواء عبدالمنعم سعيد رئيس هيئة العلميات الأسبق يقارعه الحجج ويؤكد مصرية الجزر ويقف المؤرخ عصام الدسوقى وقفة أخرى، إذ يؤكد أنها تعود فى تبعيتها - الجزيرتان - لقبيلة الدرعية التى خرجت منها الأسرة السعودية الحاكمة!
- تركنا الزيارة وتركنا المشروعات الاستثمارية، وتركنا الجسر الذى رفض مبارك انشاءه، من دون أن نعرف السبب، اللهم الا ما قيل عن مخاوفه على «شرم الشيخ» وتركنا اللقاء غير المسبوق بين باب الاقباط وخادم الحرمين وأنهكنا فى البحث فى تبعية تيران وصنافير واعادتهما للسيادة السعودية.
- إنه أسوأ توقيت يمكن فيه الإقدام على مثل هذه الخطوة.. مع زيارة مهمة كهذه الزيارة التى تأتى فى توقيت عصيب تمر به «الأمة العربية»!