الوفد
عباس الطرابيلى
هموم مصرية- وتوارت.. مزايا الجسر!!
بسبب خطأ الدولة فى توقيت طرح موضوع الجزيرتين.. مع جريمة التعتيم حولهما. ترك الناس موضوع جسر الملك سلمان.. وأمسكوا بخناق الدولة التى لم تمهد لهم موضوع ترسيم الحدود البحرية.. وهاج الناس، بين معترض على ما يرونه تنازلاً مصريا، وهذا غير صحيح بل هو تصحيح أمر يتعلق بالسيادة.. وإن كان لا يهمل موضوع الإدارة المصرية لهما، كما كان الوضع منذ يناير 1950، وليس من عام 1955 كما كتب البعض هنا.. وبعضهم كتب أن الملك عبدالعزيز سلمهما لمصر فى عام 1955 بينما الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن بن فيصل آل سعود توفى يوم 9 نوفمبر عام 1953!! وأصبح كل المصريين بين معترض بسبب غياب المعلومات الصحيحة عنه.. أو مغرض يرفض كل ما لا يتفق مع معتقداته.. أو حائر لا يجد المعلومات الصحيحة.. بسبب جهل من يديرون المنظومة الإعلامية فى مصر، بكل أنواعها!!
<< أقول ترك الناس موضوع الجسر وأمسكوا بموضوع الجزيرتين.. وبذلك ضاعت علينا - جميعًا - بهجة الفرح بهذا الجسر، الذى يعيد ما انقطع بين الأراضى العربية غرب سيناء وحتى موريتانيا.. وبين الأراضى العربية فى الشرق مرورًا بجنوب فلسطين والأردن وسوريا إلى العراق شمالاً ثم إلى الجزيرة العربية وباقى دول الخليج العربية.. جنوبًا. ونسوا جميعًا أن إسرائيل من بين أسباب قيامها الأساسية، هو الفصل بين الأراضى العربية فى الشرق والغرب.. فجاء هذا الجسر ليعيد الاتصال الأرضى الذى انفصل منذ عام 1948 - بعد قيام إسرائيل واستيلائها على أم الرشراش الفلسطينية وانشأت مكانها ميناء إيلات الحالى - مكان موقع قديم اسمه آيله!!
<< ولمن لا يعلم.. كان طريق الحج إلى الأراضى الحجازية يخترق هضبة التيه فى سيناء بين طريق السويس ثم ممر متلا ثم نخل - وكانت هى عاصمة سيناء، ثم إلى رأس خليج العقبة ثم ينحدر طريق الحجاج إلى الحجاز، من الشاطئ الشرقى للبحر الأحمر، وكان هذا الطريق - فى سيناء - يسمى درب الحج منذ حجت به شجر الدر «وليست شجرة الدر» واستمر هذا الطريق على أهميته حتى تحول طريق الحج إلى البحر بطريق السويس إلى جدة أواخر القرن 19. عندئذ اضمحلت أهمية درب الحج البرى هذا وتحولت فيه نخل أو النخل إلى مجرد نقطة صغيرة، وتحولت العاصمة شمالاً إلى العريش.
<< والجسر المقترح يوفر كثيرًا من المشقة على الحجاج المسلمين وقتا وأمانًا. وهنا نتذكر جريمة ريجنالد حاكم حصن الكرك - فى الأردن الآن - الصليبى الذى حاول قطع طريق الحج.. واعترض قافلة كانت تجح فيها شقيقة صلاح الدين الأيوبى.. وهنا تدخل صلاح الدين وأنشأ قلعته الحصينة فوق جزيرة فرعون، القريبة من قمة خليج العقبة.
المهم أن مزايا الجسر عظيمة للمصريين وللسعوديين معًا وتخيلوا منتجات سيناء الزراعية والتجارية تعبر الجسر إلى السعودية وباقى دول الخليج.. لتسبق بذلك المنتجات التركية والبلغارية والرومانية.. بل والأردنية والفلسطينية واللبنانية وغيرها.
وتخيلوا مئات الألوف من السعوديين وأبناء الخليج يفضلون حتى قضاء إجازاتهم فى الأعياء وغيرها على الضفة الغربية من خليج العقبة، أى عند شرم الشيخ ونبق ودهب ونويبع.. وحتى طابا.. بعد السماح لهم بحق التملك فى هذه المناطق، خصوصًا وأن قواعد هذا الجسر سوف تبدأ ما بين شرم الشيخ جنوبا ونبق شمالاً ثم يتجه الجسر شرقا - عبر مضيق تيران - إلى الأراضى السعودية عند رأس الشيخ حميد، قرب منطقة تبوك.
<< ولا داعى هنا لنشرح طول وعرض وارتفاع هذا الجسر.. ولا عرض المساحة الكبرى العلوية التى تسمح بمرور السفن العملاقة من تحته شمالاً إلى العقبة.. أو جنوبًا متجهة إلى البحر الأحمر فالمحيط الهندى.. فهذه المعلومات مكانها مقال آخر.. ولكن مزايا الجسر المعنوية أكبر حتى من مزايا جسر الملك فهد الذى يربط بين المنطقة الشرقية السعودية.. ومملكة البحرين.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف