مرسى عطا الله
كل يوم .. أوروبا والإخوان والأزمة الليبية!
1 ــ ثمة أمل يلوح فى الأفق بأن تستعيد ليبيا استقرارها الضائع منذ 5 سنوات خصوصا وأن أوروبا الغربية المعنية
بالشأن الليبى بدأت تلقى بكل ثقلها خلف حكومة الوفاق الوطنى برئاسة فائز السراج الذى يتبنى أجندة عقلانية ترتكز إلى إخراج العامل القبلى أو على الأقل ترويضه فى إطار معادلة متوازنة للحل السياسي.
والحقيقة أن أوروبا الغربية تعاملت مع الأزمة الليبية بمنطق تغذية الصراع الأهلى وإطالة أمده لأكبر فترة ممكنة حتى تصاب كافة الأطراف بالإجهاد بعد استنزافها ماليا وتسليحيا وبذلك تسنح الفرصة لتحرير الحل المطلوب أوروبيا تحت وطأة الاحتياج للمال الذى بدأ يشح من الخزانة الليبية نتيجة تدنى مستوى إنتاج النفط من الآبار الليبية.
لكن المعضلة التى واجهت أوروبا الغربية تمثلت فى جماعة الإخوان المسلمين ودورها المشبوه فى إفشال أى حل سياسى لا يمكنها من السيطرة الكاملة على الحكم فى ليبيا فضلا عن إدراك أوروبا لعدم نجاعة أى سيناريو للتدخل العسكرى على الأرض الليبية خصوصا بعد أن أفصحت إدارة الرئيس الأمريكى أوباما عن عدم استعدادها لدعم أى حل عسكرى للمسألة الليبية تجنبا لاحتمالية الفشل، بينما الرأى العام الأمريكى مازال يعانى صدمة الفشل مرتين متتاليتين فى حربى أفغانستان والعراق.
وطوال العامين الأخيرين زادت جماعة الإخوان من تحركاتها في الساحة الأوروبية بهدف إقناع الأوروبيين بأن سيطرة الإسلاميين علي حكم ليبيا سيوفر لأوروبا كل متطلبات أمنها ويمنع تدفق المهاجرين غير الشرعيين لأراضيها ولكن أوروبا لم تبلع الطعم!
هكذا تخادع الجماعة الجميع وتعطل كل الحلول ليس فى ليبيا فقط وإنما فى كل مكان تتواجد فيه لكن الذى يغيب عنها أن المعادلة تغيرت تماما وأن أوروبا أدركت أن مصالحها العليا فى ليبيا لا تتحقق بوجود الجماعة عند سدة السلطة.
وغدا نواصل الحديث
خير الكلام:
<< الله يعلم أنا لا نحبكم.. ولا نلومكم إذ لم تحبونا!