المساء
محمد فؤاد
ع الطريق.. حجاب فرنسا .. ومبادئها المتجزئة!!
هل من المعقول ان فرنسا التي تفرض حظراً شديداً علي المسلمات اللاتي يقمن علي أرضها من ارتداء الحجاب والنقاب. تكون هي من ستفرضه علي مضيفاتها العاملات علي خط باريس - طهران؟!
لقد اندهشت في بداية الأمر عندما قرأت ذلك الخبر. لإنه خبر يظهرها بمظهر الدولة المتناقضة مع نفسها ومبادئها. وكذلك يظهرها متسقة مع مصالحها!!
ومنذ ان أصدرت قانون الحظر عام 2004. وهي تخوض حرباً شعواء ضده. وترفضه في مدارسها وجامعاتها وأجهزتها الحكومية. وغضب علي اثره أكثر من خمسة ملايين مسلم يعيشون فيها. واندلعت بسببه أعمال عنف وشغب ضدها. كما ان المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان قد أيدتها في ذلك الحظر. ومنعت بمقتضاه ترقية موظفة منتقبة إلي وظيفة أعلي!!
ولقد انقسم الفرنسيون حول ذلك القانون. فالمسلمون الذين يرفضونه. رأوا أن الحجاب فريضة دينية ويعبر عن الحرية الشخصية التي تدعي فرنسا أنها تحترمها. أما المؤيدون فقد ذهبوا إلي أنه كان ضرورياً للحفاظ علي علمانية وليبرالية فرنسا. وكذا من أجل حماية وحدتها الوطنية.
ولكن من اعاد قضية الحجاب إلي الوجود مرة أخري. ونبش فيها؟!
تكمن الإجابة في القرار الذي اصدرته شركة طيران "اير فرانس" بإلزام المضيفات بارتداء الحجاب - غطاء للشعر. واستبدال بـ "السروال" الجيب - وذلك لمن سيعملن علي خطها الذي سيعاد تسييره لإيران في 17 من ابريل الجاري. عند خروجهن من الطائرات والهبوط إلي أرض المطار. وهددت بالعقاب الشديد للمخالفات!!
ويأتي ذلك القرار عملاً بمبدأ ان طاقم الطائرة علي غرار الزوار الأجانب. عليه الامتثال لقوانين البلد الذي يسافر إليه. لافتة إلي ان القانون الإيراني يفرض علي النساء الحجاب في الأماكن العامة!!
القرار الذي رفضته المضيفات وطالبن بالغائه. ترك لهن حرية الاختيار بين ارتدائه وبين عدم ارتدائه. وطالب أحد المسئولين ان يكون سفرهن إلي طهران اختيارياً لعدم المساس بحريتهن!!
إذا كان الفرنسيون يقدسون حريتهم الشخصية. ويطالبون الآخرين باحترامها. فلماذا لا يحترمون هم حرية الآخرين؟
وإذا كان "جاك شيراك". رأي ان الحجاب نوع من الاعتداء علي الحرية. وسار الفرنسيون علي نهجه. واعتبروا القانون دفاعاً عن هوية فرنسا. ففي رأينا انها لن تتحقق إلا بقبول الآخر. والتعايش معه بشكل لا يجعلها ترفض مبادئه وقناعاته..
لكن لماذا تفرط الآن في مبادئها وتتغول عليها وتجزئها. تحظر الحجاب علي من فرض عليهن ويعشن تحت سمائها. وتفرضه خارجها علي من لم يفرض عليهن. بحجة احترام قوانين الغير؟!
في الغالب ان ما يحدث هو خوفها علي مصالحها. ولتذهب المبادئ إلي الجحيم!!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف