طارق مراد
هاتريك- القطبان بين الدوري وإفريقيا
المواجهة التي يخوضها قطبا الكرة المصرية الأهلي والزمالك في بطولة الدوري العام أمام إنبي والداخلية أراها فرصة جيدة وبروفة قوية ومفيدة قبل أداء مباراتي العودة في دور الـ 16 لبطولة الملايين الافريقية لدوري الأبطال.. صحيح أن جدول الدوري المحلي مضغوط وهو ما يشكل صعوبة أمام المدربين لتصحيح الأخطاء ولا يعطي مساحة زمنية لعلاج المصابين.. ولكن لابد أن نتفق أن مباراتي الدوري المحلي للقطبين يتم التعامل معها بفكر وأسلوب مختلف عن اللعب في البطولات الافريقية كون أن لها سمات وظروفاً خاصة بها من حيث طبيعة الملعب والمناخ ويعتمد حسمها علي الفوز بمجموع المباراتين في الأدوار الأولي قبل الوصول لدوري المجموعات وانطلاقاً من هذا الواقع فيجب أن يسعي كل من ماكليش المدير الفني الاسكتلندي لزمالك الأحلام ومارتن يول المدير الفني الهولندي للنادي الأهلي للخروج بأكبر حصيلة من الإيجابيات من مباراتي الداخلية وإنبي لتوظيفها في المواجهة الافريقية عندما يلعب الزمالك مع بجاية بعقر داره بالجزائر والأهلي مع يانج بطل تنزانيا دون النظر أو التأثر سلبياً أو معنوياً بنتائج الدوري المحلي استناداً إلي أن لكل بطولة طبيعتها وظروفها وأهدافها.. وأري أن أهم ما يحتاجه الزمالك وهو يواجه الداخلية أن يطمئن علي قدرات لاعبيه الدفاعية ومدي التزامهم بغلق المنطقة الخطرة وتأمين العمق الدفاعي لمرمي أحمد الشناوي وأيضاً مدي نجاح مهاجميه في استغلال الفرص المتاحة من حيث سرعة الاختراق وتنويع الهجمات والوصول لمرمي المنافس بأقل عدد من التمريرات لأن البطل الجزائري سيلعب مهاجماً ولا بديل أمامه سوي الفوز بثلاثية نظيفة ولذلك سيهاجم بشراسة ومطلوب من الزمالك أن يستغل هذا الاندفاع الهجومي للأشقاء الجزائريين.. وإذا كان هذا هو الجانب الفني لاستعدادات الزمالك فإن الاستعدادات علي الجانب الإداري والتنظيمي لا يقل أهمية بما يضمن خروج اللقاء بصورة حضارية وسلام وأن تقام أحداثه في إطار روح الأخوة التي تربط الشعبين الشقيقين المصري والجزائري.
وأعتقد أن المشادات التي حدثت بين بعض اللاعبين في مباراة الذهاب وراء مطالبة بعض أعضاء مجلس الإدارة المستشار مرتضي منصور رئيس النادي بالسفر علي رأس بعثة الزمالك إلي الجزائر لضمان نجاح لقاء العودة وعدم حدوث ما يعكر صفوه وذلك انطلاقاً من كون المستشار مرتضي منصور شخصية قوية.. كما أن رئيس نادي بجاية علي اتصال معه لكي يطمئنه بأن المباراة سوف تخرج بصورة حضارية.
وفي المقابل نجد أن الأهلي سيلعب مباراته مع بطل تنزانيا في ظروف أفضل وأسهل لإقامتها باستاد برج العرب وسط جماهيره يزيد من قدرة الأهلي العبور لدوري المجموعات خاصة بعد أن حقق تعادلاً بطعم المكسب في تنزانيا وبالتالي فإن مباراة إنبي المحلية ستكون بمثابة بروفة واقعية أمام لاعبيه بقيادة مارتن لأن إنبي سيلعب من أجل الفوز وهو نفس الهدف الذي يسعي إليه ويحلم بتحقيقه بطل تنزانيا لأن التعادل السلبي يعني خروجه.