صباح الخير
منى عشماوى
الصحافة الورقية في أزمة!
«بين شقى رحى» تمضى الصحافة والمطبوعات الصحفية فى العالم العربى أياما متوترة قلقة يتحول فيها الورق إلى عبء مادى وتكلفة باهظة لم تساعدها مجريات أحداث تقسيم المشهد فى صراع مكشوف معلن بدأ منذ خمس سنوات وربما لن ينتهى قريبا لتتحول المواقف إلى أزمات وتتحول أعمدة الرأى لتعلية مصلحة دون أخرى فتعاد الحسابات وترتيب الأوراق فى الشرق الأوسط!


سريعا تتحول الأنظار إلى المواقع الإخبارية عبر الأثير الإليكترونى يلهث الزمن ناسيا بين طياته أو متناسيا أن الورق كان الارتباط الأول بين الإنسان والدنيا بل كان شاهدا ضمن شهور كثيرة على التاريخ والأحوال ومتغيرات العباد ورغم كل ذلك لم يعد على هوى إيقاع الشباب اليومى الذى يأتى إليه الخبر جاهزا سريعا موجزا من خلال شاشة التلفاز أو شاشة الموبايل أو شاشة «اللاب توب»!.. الأخبار تأتى مجانية وكواليسها «فوق البيعة» عبر الأثير الفضائى والإنترنت ليصبح السؤال الطبيعى: ما الداعى للذهاب إلى بائع الجرائد وشراء الجريدة، يجيب أحدهم وهو رجل فوق الخمسين ليقول إنها العادة التى لم تغيرها ولن تغيرها أى تكنولوجيا أو تطور معلوماتي!
فى مصر خمس عشرة مطبوعة ورقية توقفت عن الإصدار ليتشرد قرابة الألف صحفى الذين تحولوا بين ليلة وضحاها إلى عاطلين عن العمل، بعض هذه المطبوعات توقف بقرار سيادى لعل أشهرها جريدة الدستور التى توقفت بقرار من الرئيس الأسبق «حسنى مبارك» ورغم قرارات المحكمة الملزمة بعودة «الشعب» فإنها لم تعد!!
بعض المطبوعات الصحفية الورقية الأخرى توقفت بسبب التمويل المالى ورغم البدايات الثرية والغنية والمترفة لهذه المطبوعات، فإن الإغلاق والتوقف عن الإصدار كان المصير بل إن بعض أصحاب وملاك هذه الصحف خرج هاربا خارج البلاد بسبب المطاردات القانونية له!
أما بعض هذه الإصدارات فاكتفى بكونه متواجدا على الموقع الإخبارى الذى يحمل اسم هذه المطبوعة لتدخل المطبوعات الصحفية الورقية مضيقا يبدو أن نهاياته لن تسعد الصحفيين الذين مازالوا يعتمدون على نمطية كتابة الخبر والرقابة فى تناول الحدث وفقر استخدام الصورة وضياع فرص الكاريكاتير فى خلق حالة من الدهشة والسخرية ليجد القارئ يذهب بعينه وعقله بعيدا عن الورق الذى تحول إلى حالة من الرتابة ومزيد من التكلفة تقع على كاهله فى ظروف اقتصادية صعبة، بات الجنيه عزيزا غاليا!
نقابة الصحفيين اليوم تجد نفسها أمام تحديات جديدة فلم يعد الراتب الضئيل الذى يتقاضاه الصحفيون هو مشكلة النقابة الوحيدة فى الوقت الذى فيه قرابة 14 صحفيا ينتمون إلى النقابة بشكل رسمى محتجزين فى السجون بالإضافة إلى عدد آخر لم يدخل النقابة، ولكنه يعمل فى الصحافة تعرض أيضا للحبس فى قضايا رأى ونشر لهذا توجهت بأسئلتى إلى عضو مجلس نقابة الصحفيين جمال عبدالرحيم سكرتير عام النقابة ليجيب عن علامات استفهام تخص حالة الصحافة والصحفيين لا سيما فى المطبوعات الورقية التى تزداد أزماتها يوما بعد يوم.
• كيف ترى أزمة إغلاق الصحف فى مصر؟
- أستطيع أن أقول إن أزمة إغلاق الصحف هى أزمة عالمية والصحافة الورقية تراجعت تراجعاً غير مسبوق وله أثر على الصحافة فى العالم وللأسف صحيفة «الإندبندنت» العريقة توقفت عن الإصدار الورقى واستبدلته بالإصدار الإلكترونى وعندنا فى مصر فى السنوات الأخيرة هناك ما لا يقل عن خمسة عشر صحيفة ما بين حزبية وخاصة أغلقت أبوابها بل إن هناك صحفاً قومية أغلقت عندنا على سبيل المثال صحيفة فى «دار التحرير» وهى صحيفة «شاشتى» أغلقت أيضا وتحولت إلى موقع إلكترونى وهناك صحف خاصة وحزبية بسبب أزمات اقتصادية مرت بها الصحافة الورقية والنتيجة لدينا ما يزيد على 800 صحفى هم عاطلون عن العمل بعد أن أغلق أصحاب هذه المطبوعات أبوابها وبعضهم هرب خارج مصر حتى الآن!
• عندما تغلق أى صحيفة أبوابها ماذا تفعل النقابة لتضمن حقوق الصحفيين المتضررين من هذا الإغلاق؟!
- عندما خرج قانون الصحافة الورقية رقم 76 فى سنة 1970 كان القانون ينص على أن النقابة يتم انضمام أعضائها على أساس عملهم فى الصحف الورقية ولكن اليوم فى السنوات الأخيرة وبعد ثورة الاتصالات والإلكترونيات بدأنا نعدل ليس فى القانون ولكن فى «لائحة القيد» والزملاء الذين يعملون فى البوابات الإلكترونية التابعة للصحف القومية بدأت النقابة فى قبول هؤلاء أعضاء فيها.
وبذلك نخفف من بعض الظروف التى تعرض لها من يعملون فى الصحف الورقية وتحولوا إلى العمل فى المواقع الإلكترونية التابعة لبعض المطبوعات الورقية، وهذا التعديل حل مشاكل عديدة لعدد من الزملاء!
أما فيما يتعلق بمشاكل الزملاء العاطلين عن العمل فعلى النقابة أن تسعى لإيجاد بديل للعمل لهؤلاء أو لحل مشكلاتهم، فمنذ عشرين أو ثلاثين سنة كان أى صحفى يتم فصله أو يتعرض لمشكلة كان يجد سريعاً بديلاً للعمل لأنه كان عدد الصحفيين لا يتعدى «600 صحفى»، واليوم عدد الصحفيين يتجاوز ثمانية آلاف وخمسمائة صحفى غير من هم مازالوا تحت التدريب، إذن كيف نقوم بحل مشكلات من هم عاطلون اليوم وعددهم ليس بالقليل .. هم طلبوا توزيعهم على المؤسسات الصحيفة القومية ولكن من جهة أخرى حال المؤسسات الصحفية القومية لا يسر عدواً ولا حبيباً!.
اليوم أنا أحمل المسئولية كاملة لانهيار الصحافة الورقية فى مصر لمن يعملون فيها بسبب رتابة ونمطية تغطية الأخبار بالطبع أعلم أن هناك أسباباً اقتصادية وأخرى تتعلق بالتكنولوجيا فى نقل المعلومات والأخبار ولكن مش ممكن أن يكون هناك «مباراة لكرة القدم» والكل يتحدث فى الفضائيات ومواقع الأخبار الإلكترونية عنها وتخرج الصحافة الورقية فى اليوم الثانى يكون عنوانها الأبرز عن نتيجة «هذه المباراة» التى تحدث الجميع عنها ولا تآتى فى عنوانها ولا تغطيتها بأى جديد! للأسف ما زلنا نعتمد على المادة الخام الخبرية وهذا أمر خطير للغاية، وأذكر فى حوار أجريته مع كاتبنا الكبير «محمد حسنين هيكل» عندما سألته عن مستقبل الصحافة الورقية، فقال لى: إن الصحافة الورقية «إذا أرادت البقاء عليها أن تصل إلى ما وراء الكاميرا». •

القضاء الإدارى ينتصر لـ «روزاليوسف» وقف بيع أرض روزاليوسف بالمزاد العلنى


أصدرت محكمة القضاء الإدارى قراراً على العريضة رقم 43104 لسنة 70 قضائية بوقف إجراءات البيع بالمزاد العلنى المحدد له يوم 11 إبريل لقطعة الأرض الخاصة بمؤسسة روزاليوسف بمنطقة القطامية لحين الفصل فى هذه الدعوى.
صدر الأمر برئاسة السيد المستشار بهاء الدين يحيى زهدى نائب رئيس مجلس الدولة وسكرتارية الأستاذ أحمد عبدالنبى.. وكان محافظ القاهرة السابق قد قرر طرح أرض ملك لمؤسسة روزاليوسف بجوار مجمع المدارس بمنطقة القطامية للبيع بالمزاد العلنى وفشلت جميع المحاولات المبذولة من المؤسسة لإثناء المحافظ السابق والقائم بأعمال المحافظ الحالى عن التراجع عن هذا القرار الخاطئ والذى يعتبر ضارا بمؤسسة صحفية قومية لها تاريخها.
مما اضطر مؤسسة روزاليوسف إلى اللجوء إلى القضاء الحصن الحصين للدفاع عن حقوقها.•
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف