موجات من الأكاذيب تتعرض لها حياتُنا العامة منذ الإطاحة بحكم الإخوان، وقد زادت أخيرا بمعدلات فائقة، ولم يعد المفبركون يكترثون بجودة الفبركة، حتى صار منها ما يمكن اكتشاف عواره بمجرد النظر. كل هذا تضليل عمدى يكشف عن تدهور مهارات القائمين عليه إلى مستويات بائسة!! والغريب أن تتنافس المواقع، بل وبعض الصحف، فى تلقف هذه الأكاذيب الواهية ولا تحسب إلا ما سيعود عليها من رواج وإعلانات!
فى الأيام الأخيرة وحدها، انطلقت بعض الأكاذيب الساذجة، نسبت الأولى تصريحات للسفير السعودى أحمد القطان، وُضِع على لسانه أنه قال إن بلاده لم يكن لديها أى أدلة على حقها فى جزيرتى تيران وصنافير، وإن المسئولين المصريين هم الذين تطوعوا بإعطائهم الوثائق الثبوتية! وأضافت الفبركة نصيحة هؤلاء للسعوديين بضرورة المطالبة بحقهم. وأضافت أنه قال إن على من لا يُصدِّقونه أن يسألوا الرئيس السيسى الذى أوعز لمساعديه أن يفعلوا ما فعلوا. ورغم الكذب الفاضح، على الأقل فى انعدام الكياسة والدبلوماسية فى الكلام المنسوب إلى السفير، فإن الكذبة راجت بشكل غريب، مما اضطره لإعلان تكذيب للصحافة والإعلام بأنه لم يقل كلمة واحدة عن موضوع الجزيرتين!
وكانت الأكذوبة الثانية أكثر فجاجة وتبجحاً، فقد بثت إحدى الفضائيات الإخوانية من تركيا برنامجاً بتقديم المهندس ممدوح حمزة، وأعلنت أنها الحلقة الأولى على أن ينتظم البرنامج بعد أن انضم المهندس حمزة للقناة! ثم جاء التكذيب الفورى منه بأن البرنامج كله مفبرك على طريقة القصّ واللصق لتصريحات سابقة له فى مناسبات مختلفة، وبأنه لا يمكن أن يتعاون يوماً ما مع الإخوان..إلخ
وسبق ذلك، كومة من الأكاذيب حول الجريمة البشعة التى راح ضحيتها الباحث الإيطالى ريجيني، بأخبار مجهلة المصدر أو منسوبة لعارفين بالأسرار، منها أن إيطاليا توصلت إلى الجناة وأسمائهم ووظائفهم، وأنها تجبر الحكومة المصرية على ترحيلهم للمحاكمة فى إيطاليا..إلخ. ثم جاء كلام المدّعى العام الإيطالى بأن هذا كله غير صحيح!!
> لغة: أصل الضلال الغيبوبة والباطل والنسيان. ضلَّ الناسى إذا غاب عنه ما حفظ. والإضلال والتضليل التوجيه للضلال. ويُقال إن المُضَلَّل هو الذى لا يُوفَّق فى خير.