مرسى عطا الله
دول الجوار والإخوان والأزمة الليبية!
2 - ليس من شك فى أن تفجيرات باريس وبروكسل أفرزت موقفا أوروبيا صارما من جماعة الإخوان وسائر فصائل الإسلام السياسى الحاضنة لجماعات الإرهاب ودفع بأوروبا باتجاه التواصل مع دول الجوار الليبى وخصوصا دول المغرب العربى «تونس والجزائر والمغرب ومورتانيا» من أجل تفعيل دورها لمحاصرة امتدادات جماعة الإخوان فى ليبيا وممارسة كل وسائل الضغط بأدوات القوة الناعمة التى تشمل مداهمة الملاذات وتجميد الحسابات المصرفية وحماية الحدود من عمليات التسلل والتى كانت قد بلغت ذروتها فى مهاجمة الثكنة العسكرية التونسية فى بنفردان الملاصقة للحدود الليبية وهى البلدة التى كان فائز السراج رئيس الحكومة الليبية الحالية وأعضاء مجلسه الرئاسى يقيمون فيها.
وفى اعتقادى أن حاجة الليبيين للأمن والاستقرار ومنهج الحكمة الأوروبية فى التعامل مع الشأن الليبى مؤخرا ربما يشكلان عامل قوة فى مواجهة مخططات جماعة الإخوان التى سبق لها أن أغلقت المجال الجوى الليبى لمنع فائز السراج من العودة إلى ليبيا لتولى مسئولية الحكم مما اضطره للعودة بحرا متحديا تحذير الصادق الغريانى مفتى الجماعة الذى سرعان ما تراجع عن موقفه ــ كعادة الإخوان فى المناورة ــ وأعلن قبول الإخوان لعودة السراج وعن تخلى الجماعة عن السلطة لصالحه ليخرج أحد قادة الجماعة بموقف مغاير يعلن فيه أن «فجر ليبيا» المنتمية للجماعة لن تتخلى عن السلطة لأحد... وتلك لعبة مكشوفة لتوزيع الأدوار!
لقد اقتربت لحظة الحقيقة فى ليبيا وبات مفهوما لكل الأطراف السياسية والزعامات القبلية أن جماعة الإخوان لا تسعى لشيء سوى ركوب سدة الحكم فى أى بلد حتى لو كان ذلك على حساب دماء وجثث الملايين.
ومن هنا فإن دعم وتثبيت ركائز حكومة فائز السراج تمثل مسئولية واجبة وضرورية لكافة القوى الليبية غير المتأخونة مثلما هى مسئولية واجبة وضرورية على المجتمع الدولى ودول الجوار الليبى وفى مقدمتها مصرــ بعد إدراك الجميع أن العائق الوحيد أمام الحل السياسى فى ليبيا كان ولايزال هو أطماع الجماعة وتوابعها من الفصائل التى تتبنى العنف والفكر المتطرف.
خير الكلام:
<< ومَنْ رَعَى غَنَماً فى أَرْضِ مَسْبَعَةٍ ... ونامَ عَنْها تَوَلَّى رَعْيَها الأَسَدُ!