المساء
أحمد معوض
كلمة ونص .. صحافة الخير
"إن اللَّه يُدافع عن الذين آمنوا".. هذه الآية القرآنية الكريمة. تتردد علي لسانه كل ساعة تقريباً.. وكأنه يعمل بقول رسول اللَّه "صلي اللَّه عليه وسلم": "بلِّغوا عني ولو آيه". فهذه الآية بالتحديد دون غيرها ينطق بها الزميل الصحفي السيد الدمرداش في كل وقت. وكل حين.. آمن بها واستقرت معانيها في قلبه. فأضحت بالنسبة له نبراساً ودليلاً. ومبدأ في الحياة. سار عليه. رامياً حموله علي اللَّه.
الدمرداش توصل إلي قرار داخل نفسه بأن القلم الصحفي لن يستطيع أن يغير من الواقع شيئاً. رأي حوله الكثير من زملاء المهنة. كل يُدلي بدلوه. من مقالات وتحقيقات. وتقارير وأخبار. ولا حياة لمن تنادي. لا شيء مما يحلم به لبلده يتحقق من خلال عمله الصحفي "كله ورق جرايد". بعيداً عن صانع القرار. وبعيداً عمن يحتاج القرار.
قرر الدمرداش أن يحتفظ بقلمه داخل درج مكتبه وأسس جمعية أهلية تحت مسمي "سياحة مصر. وتنمية المجتمع". ووقفت بجانبه تسانده في فكرته وطموحه زوجته الزميلة الصحفية أيضاً مدام غادة. وبدآ معاً شق طريق العمل الخدمي والمجتمعي من سيناء.
اعتمد الدمرداش علي مبدأ في العمل الخيري يسميه هو بنفسه "تلقيح جتَّة". أما الهدف الذي وضعه أمامه هو التغلغل داخل المجتمع والوصول إلي الأسر الأكثر احتياجاً الذين قال عنهم اللَّه سبحانه وتعالي: "يَحسَبهُم الجاهل أغنياء من التعفُف".
البقعة التي اختارها كانت سيناء. فبدأ يدرس بمساعدة أساتذة في علوم الاجتماع احتياجات المجتمع البدوي هناك. وبدأ يضع يده علي النواقص في ملفات التعليم والصحة والفقر. ثم بدأ يتحرك بالجهود الذاتية إلي شركات ورجال أعمال للحصول منهم علي تبرعات عينية. وليست مادية. فنجح من خلال العمل التطوعي الخيري. ومبدأ "رمي الجتة" في الحصول علي أجهزة طبية باهظة الثمن لمستشفي نويبع بجنوب سيناء. وكذلك حصل علي أدوية للمستشفي تصرف للمرضي بالمجان.
أشياء كثيرة يصعب سردها هنا في هذه الزاوية. ولكن من بين الأشياء البسيطة التي رأيتها كبيرة في معناها ووظيفتها. قام الدمرداش والمجموعة الصغيرة التي تعمل معه بتوفير عدد من ماكينات الخياطة. وتسليمها إلي مجموعة من سيدات البدو بسيناء. شريطة أن تتولي كل سيدة حصلت علي ماكينة مهمة ستر عورات جيرانها في محيط سكنها. عندما تتمزق ملابسهم. فالهدف من وجود الماكينة هنا ليس لصناعة ملابس جديدة بقدر ما هو لرأب الصدع في القديمة.
أهداف نبيلة لصحفي نبيل. لا يسعي لشهرة ولا لجمع أموال. كل همه أن يدافع عنه اللَّه علي قدر إيمانه.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف