المساء
أحمد سليمان
في حب مصر .. لم يفهموا ولا يريدون أن يفهموا خطاب الرئيس


شاهدت لقاء الرئيس السيسي مع ممثلي فئات الشعب. وكنت كغيري أتمني أن أجد ردوداً شافية من الرئيس علي التساؤلات التي شغلت الرأي العام خلال اليومين الماضيين عقب الإعلان عن توقيع اتفاقية إعادة ترسيم الحدود مع المملكة السعودية والتي بمقتضاها سيتم إعادة جزيرتي "تيران وصنافير" إلي المملكة.
الحقيقة أنني لم أنزعج من ردود الأفعال الصادرة من البعض عقب انتهاء اللقاء. خاصة أنها اشتملت علي تعليقات تؤكد أن المعترضين علي ما حدث خلال اللقاء لم يفهموا ما قاله الرئيس ولا يريدون أن يفهموه. ولو وضعوه في سياقه الصحيح. ولو خلصت نياتهم نحو مصر وقيادتها ما سلكوا هذه الطريق التي كشفت عن سوء نية في جزء كبير منها.
شاهدت اللقاء بعين الواثق في هذا الرئيس وفي أمانته واستمعت إلي كلماته الصادرة من القلب وبأسلوب مبسط - كما قال - ليصل إلي قلوب كل المصريين.
منتقدو خطاب الرئيس لم يفهموا أن ما يطالبون به قد يكون واقعياً إذا كانت مصر في ظروف غير الظروف. أو لا تحاك ضدها المؤامرات صباح مساء.
عدد كبير من النشطاء ومعهم طبعاً الإخوان وكتائبهم وأذيالهم. وبعض الإعلاميين - مع الأسف - الذين لا يدركون معني الأمن القومي لمصر في هذه الظروف أخذوا علي الرئيس عدم الإعلان عن هذه الاتفاقية قبل التوقيع عليها. حتي إن أحدهم قال إن الاتفاقية تخالف المادة رقم "151" من الدستور بينما لم يكلف نفسه قراءة المادة جيداً. لأنه لو قرأها لعلم أن المادة تتحدث عن ضرورة إجراء استفتاء شعبي عند التنازل عن أي جزء من إقليم الدولة وهو ما لم يحدث.. فتنازل مصر عن الجزيرتين وفقاً للدراسات التي أجريت والتي شاركت فيها وزارتا الخارجية والدفاع وجهاز المخابرات العامة يمثل إعادة الجزيرتين لأصحابهما لأنهما ليستا من الأراضي المصرية أصلاً.
هذا الكلام أكده الدكتور مفيد شهاب خبير استعادة طابا المصرية وأكده أيضاً الدكتور فاروق الباز العالم المصري الكبير. ومعهما الفريق أحمد شفيق رئيس وزراء مصر الأسبق والكاتب الصحفي المرحوم محمد حسنين هيكل ومن قبلهم جميعاً الرئيس الأسبق حسني مبارك وغيرهم.
كما قال الرئيس في حديثه.. إذا كانت الجزيرتان مصريتين ألم يوجد في وزارتي الخارجية والدفاع وجهاز المخابرات العامة شخص وطني واحد يرفض اتفاقية إعادتهما للسعودية؟ ثم هل يوافق الرئيس السيسي بهذه السهولة - وهو من حمل كفنه علي يديه من أجل مصر - علي التنازل عن أرض مصرية؟!
منتقدو الخطاب "زعلوا" لأن قرار إعادة الترسيم جاء مفاجئاً وكأنه فرض للأمر الواقع علي الناس.. بينما قال الرئيس في حديثه إنه لو كان قد تم طرح القضية للنقاش منذ ثمانية أشهر لظلت حتي الآن مثاراً للجدل دون حسم.
ثم إن الحق أحق أن يتبع.. فإذا كان لك حق عندي فلماذا المماطلة والدخول في خلافات قد تصل إلي الأمم المتحدة وتستمر سنوات بينما الحقيقة واضحة؟
منتقدو الخطاب لم يعجبهم أن استرشد الرئيس بالمرحومة السيدة والدته وكيف ربته علي اعطاء الحقوق لأصحابها وعدم النظر إلي ما في أيدي الآخرين. بينما الرئيس استأذن أن يتحدث عن نفسه في البداية مبرراً ذلك بأن المصريين يبدو أنهم لم يعرفوه بما يكفي مؤكداً أن رجال القوات المسلحة يعرفونه ويعرفون أخلاقه وطباعه. ولم يكن الرئيس يتحدث للتمجيد في نفسه ولكن للتأكيد علي أنه ليس خائناً للأمانة وليس ممن يفرطون في حبة رمل من وطنه وهو أحد رجال الجيش المصري المعروفة عقيدته للعالمين.
اعترض منتقدو الخطاب علي قطع الإرسال المفاجئ عن الجلسة بينما أكدت صفاء حجازي رئيس قطاع الأخبار بالتليفزيون أن المتفق عليه كان بث كلمة الرئيس فقط لذلك تم القطع عندما شكر الحاضرين وذكر عبارة "والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".. أما رفضه لكلام أحد الحاضرين بعبارة "أنا ما اديتش الإذن بالكلام" فإن هذا أبسط مبادئ الحوار والبروتوكول في مثل هذه الجلسات حتي لا يتحول الأمر إلي "هيصة".
الخلاصة أن منتقدي خطاب الرئيس كانوا مبيتي النية للهجوم علي الخطاب من أية زاوية. بينما غالبية الشعب المصري استقبلوه بقلوبهم وبادلوا الرئيس ثقة بثقة ويشدون علي يديه لاستكمال مسيرة البناء والتنمية التي تزعج أعداء الخارج والداخل لذلك تزداد الحملة شراسة ضد مصر ورئيسها كلما شاهدوا مشروعات جديدة تقام علي أرض مصر.. وهذا ما كان يجب أن يفهمه المعترضون ولكن ماذا نقول؟ الغرض مرض.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف