الجمهورية
المستشار محمد محمد خليل
خواطر مصرى .. وا.. عروبتاه
المتأمل للمشهد العربي الآن بنشطر حزنا لما عليه الأمة العربية. من تحكم آخرين في مصيرها. وتدخل قوي متعددة في تشكيل مستقبلها ونظام حكمها..ذلك أن إيران الدولة المسلمة!! تتعامل بوجه آخر مع الأمة العربية. وكأنها تطبق أجندة غربية أو تسير في ركاب الأخرين الذين يحاولون إعادة ترسيم حدود الدول. وتهيئة المناخ المناسب لتفكك الأمة. وتشرذمها تحت عناوين من شأنها أن تقضي علي فكرة القومية العربية التي نادينا بها دهرا وسعينا لها سنيا. وعملنا علي إيقاظها بجهد وعرق.
من يصدق أن إيران المسلمة تعبث بمصير دول عربية رغبة في سيطرة مذهبية أو إحياء لعنصرية شعوبية.
نراها وقد وقفت بكل قوة وجبروت مع الحوثيين ليس حبا لشعب اليمن. أو دفاعا عنه. إنما رغبة ملحة في سيطرة مذهبهم الشيعي علي منطقة باب المندب ولدق شوكة في حدود السعودية من جانب آخر.
وقفت مع الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح لتعيده إلي كرسي الحكم بمعاونة الحوثيين حتي ولو كان علي حساب استقرار اليمن وسلامة أراضيه وحياة شعبه.
يتدفق السلاح منها ليل نهار ليتمكن المخلوع علي عبدالله صالح. لا يمكننا القول إن هذا التدخل لصالح شعب اليمن أو صالح الأمة العربية بل ضد كل هذا وتفتيت للقوي العربية والإسلامية علي حد سواء.
تدخل إيران في اليمن ليس هو التدخل الوحيد في المنطقة إنما يمتد إلي أراضي سوريا وإشعال النار فيها مما يضطر الشعب السوري إلي الهجرة من بلاده بالملايين إلي بلاد غريبة عنه بعد أن صدعت البلاد بالدمار الشامل والغازات السامة. والبراميل المتفجرة فيستشهد الآلاف ويبقي الجرحي والمصابون بآلاف أخري.. عجيب أن يضطر إلي هجرة بلاده تاركها لحاكم ظالم وبدلا من أن يطرد الشعب هذا الحاكم من البلاد يطرد الشعب من وطنه وهو من سخريات النظم السياسية في العالم العربي.
يثور النقاش كيف استطاع الإيرانيون الاتفاق مع الروس علي محاربة الشعب السوري والتكتل ضده دفاعا عن حاكم ظالم اضطهد شعبه ودمر أرضه وحرق البلاد ليبقي فيها وحده ظنا منه أنه أولي بالبقاء من الشعب السوري. كما يثور النقاش حول ما إذا كان الحل هو عزل الرئيس السوري من الحكم أم بقاؤه فيه.. ليس من العدل ذلك حتي لو كان بقاؤه لفترة محدودة بدعوي إجراء استفتاءات أو انتخابات إلي آخر تلك الأفكار الشيطانية التي تتداولها الدول الثلاث إيران وروسيا وأمريكا.. هل يحل السلام ببقاء الطغيان والديكتاتور إنما السلام يعم بمعاقبة كل شرير دمر وطنه وشرد شعبه ولا يجوز أن يكافأ من فعل ذلك بالبقاء ولو لحظة واحدة إذا كان هناك تدخل عادل من جانب تلك الدول علي نحو ما يزعمون.
ارفعوا أيديكم عن العروبة وكفاها تدميرا وتخريبا وقتلا وتشريدا ارفعوا أيديكم عن اليمن الذي لم يعد سعيدا بما يحدث فيه وعن سوريا عروس الأمة العربية البلد الذي دمره الطغيان.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف