علاء عبد الوهاب
انتباه .. ضرورة أن نعرف.. أولاً
لن نتفهم حتي نفهم، ثم أن الفهم تالٍ للمعرفة، وتلك الأخيرة مرهونة بالمعلومة، ودونها لن نستطيع بناء رؤية أو تقدير موقف، أو تقبل سياسة أو استيعاب قرار.
رغم بديهية المسألة، إلا إنها تتوه في الزحام!
الانسان عدو ما يجهل، وأول ما يجب الاستناد إليه المعلومات، شرط أن تكون موثقة، يعلنها ثقاة، يجيدون كيفية صياغتها، والتوقيت المناسب لاذاعتها، والسياق الملائم لتضمين المعلومة، دون ذلك فإنها تفقد الكثير من قيمتها.
بالتأكيد فإن مناسبة الكلام ما اثارته قضية جزيرتي تيران وصنافير من تداعيات سلبية، كنا في غني عنها اذا اعتمدنا اسلوب المكاشفة عبر المعلومة قبل الانزلاق إلي مقارعة الآراء المبنية علي حقائق مجتزأة.
حالة البلبلة التي استثمرها البعض بسوء نية أو جهل، ما كانت لتتفاقم لو أن في مطبخ صناعة القرار من يؤمن بأن اتاحة المعلومة الصادقة في الوقت الصحيح، تكفل استيعابا وادراكا يكفيان لتحصين العقول، حتي لا يكون الأمر خاضعا للعواطف، لأن المعرفة المؤسسة علي بناء معلوماتي مستمد من حقائق التاريخ والجغرافيا، واستنادا إلي وثائق وخرائط متاحة، تظل الضمانة المؤكدة لحماية المجتمع من تفعيل نظرية المؤامرة، ومنح الفرصة لكل من يملك بناءً منطقيا، ولو كان علي ضلال، أن يكون صاحب السيطرة علي الرأي العام.
الناس علي استعداد لابتلاع الزلط اذا كانوا يعلمون الأسباب، لكنهم يتعاملون مع أفخم أنواع الطعام كأنهم يتجرعون السم، إن هم جهلوا كيف صُنع، تلك أهم عبرة نستخلصها كذخيرة للمستقبل.