الصدمة التي أصابت المصريين بإعلان تسليم مصر جزيرتي تيران وصنافير إلي المملكة العربية السعودية، بعيدا عن وبصرف النظر عن ملكية الجزيرتين لمصر أم للسعودية، هي صدمة لمن يعتقد أن الجزيرتين ملك لمصر، وصدمة أكثر لمن هو واثق من تبعية تلك الجزيرتين للمملكة!

وأنا أتعجب تماما مما حدث ويحدث وأقدم العذر كل العذر للفريقين لأن هناك مغالطات وأخطاء تاريخية ونقصا في المعلومات والوثائق الصحيحة وتقصيرا أتمني ألا يكون متعمدا من بعض الموظفين الذين يسيرون العمل الوطني مفتقدين للعلم والخبرة والحس السياسي والوطني، والتوقيت الخاطئ لإخراج قضية منتهية، بل ليست قضية علي الاطلاق، وإخراج القضية بهذا الشكل السييء ضمن طيات حدث تاريخي هو زيارة خادم الحرمين الشريفين لمصر لوضع استراتيجية لانقاذ ما تبقي من كل شيء، لا أعرف من هو العبقري الذي وضع هذا السيناريو الفاشل لتوقيع اتفاقية تعيين الحدود دون سابق اعلام حيث تم مناقشة القضية في الغرف المغلقة لفترة زمنية طويلة دون أي تقدير للرأي العام المصري وحقه في المعرفة.

للأسف لدينا دستور رائع وبرلمان ومؤسسات وقوانين ورجال قانون قامات وخبرات عالمية، كان يجب ان يمر هذا الاتفاق عليها ولا تترك الأمر لمجموعة موظفين وامعانا في التخبط وبعد التوقيع أْعلن عرض الاتفاقية علي مجلس الوزراء لا أدري ماذا سيفعل مجلس الوزراء هل لاحاطته علما بما حدث أم لأخذ رأيه في الاتفاقيه أم لكي يرفضها.

وأخيرا: جزيرتا تيران وصنافير دافعنا عنها بدمائنا وأرواحنا وبعد تسليمهما أو حتي بقائهما تابعة لمصر فاننا سندافع عنهما أيضا إذا ما تعرضت لا قدر الله لأي عدوان. لأن عدونا واحد.