الأخبار
جمال زهران
ضوء أحمر .. إعادة الاعتبار للقاضي زكريا عبدالعزيز.. ضرورة
بداية حتي لا يتهمني أحد يوما ما .. أنني لم أكتب عن الجزيرتين «تيران وصنافير» ، هربا أو مطمعا، فإنني أعلنها صريحة أن الجزيرتين مصريتان بحكم معاهدة ١٩٠٦، وتأسيس مملكة آل سعود في عام 1932، وأنه لا سند تاريخيا لملكية وسيادة المملكة عليهما، وأن ما يتردد هي خطابات دبلوماسية لا أكثر. ورغم ثقتي الكاملة في شخص الرئيس عبدالفتاح السيسي واحترامي لكل حديثه، إلا أنني أختلف معه فيما قاله، والحكم للتاريخ. وهنا أذكر سيادتكم بأحقية مصر في أم الرشراش «إيلات» أحد أهم مواني الكيان الصهيوني الاستعماري الغاصب، ملكية وسيادة، وتم احتلالها بتأسيس دولة اسرائيل غيرالشرعية عام ١٩٤٨، فهل سيتم السعي نحو استردادها أم سيتم الاستعانة بالدكتور مفيد شهاب ، حيث قال تحت قبة البرلمان وقت أن فتحت هذا الموضوع بطلب إحاطة عاجل مطالبا باستردادها، أنها ليست ملكا لمصر!! والمضابط شاهدة.. ولا تكذب!! فهل ما رآه مفيد شهاب سيكون هو المرجعية؟! الأمريحتاج إلي روية يا ريس.

- أما القاضي النزيه زكريا عبدالعزيز ، الذي تقرر إحالته للاستيداع أو التقاعد علي خلفية موضوع اقتحام مبني أمن الدولة في مدينةنصر، ودعم الإخوان.. وحيث ان الاستئناف سينظر خلال أيام.. وجدت من الأمانة ألا أدخر شهادتي أمام الرأي العام والتاريخ وهي طويلة واختصر حرصا علي استثمار المساحة، فيما يلي:

١- أنه القاضي الذي سعي من خلال رئاسته لنادي القضاة دورتين كاملتين ، الذي أعد مشروع قانون جديد للقضاة قائم علي فكرة الاستقلال الكامل للقضاة والقضاء والسلطة القضائية حتي تكون ضميرالأمة وعملا باستقلالية السلطات عن بعضها حماية للشعب وداعما لحقوقه وحرياته والممارسة الديموقراطية . وفي هذه المناسبة فوجئت باتصاله وقت أن كنت نائبا في البرلمان «٢٠٠٥- ٢٠١٠م» ، ليسلمني مشروع القانون، في دعوة علي فنجان شاي بمكتبه وبحضور أغلب أعضاء مجلس إدارة النادي، ويودعه لدي أمانة لتبنيه والدفاع عنه، وأهداني مجموعة كتب عن استقلال القضاة لشيوخ هذه المهنة لتكون مرجعي في الحديث وأنه اختارني في مقدمة مجموعة صغيرة واعية برسالتها وعملها البرلماني والوطني. وكان له ما أراد، وخرج اسمي علي مشروع القانون الذي تقدمت به الحكومة نتيجة الضغط، وأهم ما فيه ميزانية مستقلة، ونائب عام ضد العزل، ومحدودية الانتداب إلخ.

٢- أنه القاضي الذي ترأس نادي القضاة في ظروف عصيبة في أواخر عهد مبارك، حيث انفتح النادي علي المجتمع والقوي السياسية يعقد لقاءات لمناقشة قضايا الأمة، وكنت فيها متحدثا رئيسيا، ولم أترك جلسة واحدة، وكان يستقبلنا من الباب الخارجي، ويودعنا عنده، ويقف علي قدميه دون أن يجلس للراحة طوال اللقاء ليضمن حسن السير والتنظيم لهذه اللقاءات التي نجحت في خلق الاهتمام لدي الرأي العام بقضايا المجتمع.

٣- أنه القاضي الذي وقف أمام سلطان حسني مبارك وحاشيته وطالبه بالافراج عن المعتقلين خلف القضبان بلا جريرة، ووقف ضد التنكيل بالقضاة علي خلفية فضحهم لجرائم تزوير الانتخابات «نموذج إحالة المستشارين هشام البسطويسي، ومحمود مكي إلي المحاكمة التأديبية» وكان اعتصام نادي القضاة خير شاهد، ووقفنا نحن نواب الشعب إلي جانبهم دفاعا عن استقلال القضاة، ولم يضبط يوما ما بأنه إخواني الانتماء أو الهوي، بل إنه القاضي الذي يحب مهنته ويعشقها ويسعي إلي دعم استقلاليتها ولا ننسي أنه وراء إلغاء صفة المستشار والاكتفاء بلفظ «القاضي» ، واستخدام كلمة المستشار، مجازية في الوقت الحاضر، وكأنه تنبأ بالابتذال في استخدامها حيث أصبح كل من هب ودب ، مستشارا، بمبلغ «٥٠٠» خمسمائة جنيه!! فأراد بذلك أن يصون للقضاء عزته وللقضاة كرامتهم تفاديا لتداخلهم مع آخرين في المسمي والمهنة.

٤- إنه القاضي الذي كان واعيا بالفصل بين وظيفته كقاض يجلس علي المنصة ، وبدوره العام، ولذلك فقد دعوته بعد اسقاط مبارك في ١١ فبراير بعدة أشهر وعرضت عليه حضور ندوة في دائرتي بشبرا الخيمة بناء علي طلب الجماهير في قصر ثقافة بهتيم، إلا أنه اعتذر بأدبه الجم لعدة أسباب، أنه لا يتحدث في ندوة عامة تفاديا بالخلط بين عمله كقاض والحديث السياسي، كما أنه رئيس دائرة جنايات بشبرا الخيمة فيفهم بعلاقات لي مع المحامين الذين سيحضرون، ويقع في دائرة الشبهات، فضلا عن أن دوره العام قاصر علي دعم الثورة ومتطلباتها في التغيير الشامل استجابة لجماهير الشعب باعتبار ذلك رسالة علي كل مصري، ويكتفي بالادلاء برأيه فقط.

٥- أنه القاضي الذي أشهد له بصفته موطنا مصريا، أنه شاركنا في جميع تظاهراتنا ومليونياتنا منذ ٢٨ يناير٢٠١١م وحتي ٣٠ يونيو، دون كلل أو تقاعس، يشجع الشعب والشباب ويؤازرنا، حتي أصبح وجهه مألوفا لدي الجميع ، ولم يضبط أنه كان داعما للإخوان وإلا لارتقي منصبا في عهدهم، وقد عرض عليه ذلك ورفض. ويوم أن استدعاه الشباب لمشاركتهم في الهجوم علي أمن الدولة، رفض، ولكنه استجاب للمجلس العسكري لوقف الشباب واقناعهم بالتوقف ، وقد كان . فلماذا إذن تحاسبونه؟

- الامر جد خطير، أعيدوا الاعتبار لهذا الرجل، ولا تشوهوا تاريخه الناصع ، فيموت كمدا وفي حلقه غصة، في إطار تصفية للحسابات مع رجال مبارك ونظامه، إنه نموذج يحتذي فاتركوه قيمة للشباب القادم، وكفي تنكيلا بالشرفاء، واتجهوا نحو اللصوص والمافيا، ومازال الحوار متصلا.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف