الصباح
كمال الهلباوى
مشكلة التيار الإسلامى والحل المقترح (5-5)
نصحت الاسلامين جميعًا من وقت مبكر وبعد ثورة يونيو مباشرة، ومنهم شباب الاخوان ألا يقربوا السياسة، على الأقل لعشر سنوات قادمة، وأحيانًا قلت لهم لمدة عشرين سنة حتى تعود الثقة بينهم وبين الشعب، قد يستثنى من ذلك حزب النور الذى أسرع فى التكيف مع الأوضاع الجديدة فشارك فى لجنة الخمسين، والاستفتاء على الدستور، وشارك فى الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، وله دور قوى اليوم فى ميدان تصحيح العقيدة ومواجهة العنف والتطرف والتشدد، طالما تمسك بالوسطية، وهجرت قياداته الفكرية الفقه البدوى كما يسميه الشيخ الغزالى أو فقه النكد كما يسميه د. أحمد كمال أبو المجد، ولعله «أى تيار النور» ينظر الى الأوضاع اليوم نظرة موضوعية فى الغالب الأعم، وإن كانت الدعوة السلفية أو بالأصح « التسلف» عمومًا تحتاج إلى مراجعة فقهية واسعة، والفصل التام بين العمل الدعوى والفقهى والفتوى، وبين العمل السياسى تمامًا، وأن يلتزم حزب النور وغيره من الاحزاب صاحبة المرجعية الاسلامية فى العمل السياسى بالدستور ومتطلباته الأخرى التزامًا كاملاً، ومن ذلك المساواة التامة بين المواطنين مهما كان النوع والعقيدة. فالمواطنون سواء أمام الدستور، وينبغى فى هذا الاطار أن تتوقف فتاوى عدم جواز تهنئة المسيحيين فى أعيادهم وما شابهها من فتاوى شاذة. هذا على سبيل المثال لا الحصر.
شباب الإخوان الذين يشكلون القسم الرابع – كما أعرف يقينًا – وربما القسم الثالث كذلك – فى حاجة الى إطار أو إطارات تجمعهم فى مؤسسات أو جمعيات عمل دعوى وتربوى واجتماعى واضح المعالم، ولا يجرى استثناؤهم فى أى علاقات أو مؤسسات شبابية وطنية حالية أو قادمة. أقول مؤسسات وليس تنظيمًا أو تنظيمات مثلما كان فى السابق. قد يعين ذلك فى اندماجهم من جديد فى المجتمع، إندماجًا كاملاً وطبيعياً ويستفاد منهم فى المستقبل كثروة بشرية، يحتاج إليها الوطن فى بناء المستقبل، وهذا يعين فى كسر حاجز العزلة التى فرضتها عليهم قيادات الاخوان ضمن أطر التنظيم القديم بعيدًا عن مفهوم الدعوة الوسطية العلنية المفتوحة، ومن المفروض أن هذا التوجه مما يقلل حجم الأعباء على أكتاف النظام والدولة الذى قد لا تظهر نتائجه أو معالمه اليوم.
لقد نصحت هؤلاء الشباب، بألا يتمسكوا – فى الإطارات المستقبلية الرسمية الممكنة أو المتاحة بإسم الاخوان، حتى يتخلصوا من أعباء وتبعات التصقت بالاسم فقبلوا ذلك، وإن كان قبول بعضهم على مضض. أتوقع أن يضيع هذا المضض – كما هو مأمول – مع الوقت والممارسة، أو يحدث تمايز مطلوب دائمًا مع المراجعات والتقييم المرحلى للأداء. بعضهم كان يصر أو يتمنى من قبل، فى الاطارات الرسمية الجديدة المقترحة، على استخدام جزء من اسم الاخوان المسلمين، وليكن شباب إخوان، أو إخوان مصر، ويرون أن ذلك مدعاة لقبول غالبية الشباب الاخوانى، الاندماج فى هذا المشروع.
هذه مذكرة مبدئية نشرتها على شكل مقالات وناقشتها مع بعض المفكرين والأساتذة الكرام والاعلاميين ويمكن عمل تفصيل أكبر، إذا كانت هناك حاجة لذلك. ويبقى بعد هذا المقال عرض نبذة عن المبادرات أو المشروعات التى نادى بها بعض المهتمين بالصراع وتوفير الحلول المقترحة اللازمة، ومدى ملاءمتها للأوضاع الحالية، وما إذا كان الشعب المصرى اليوم سيقبل هذه المبادرات، فالشعب هو صاحب القول الفصل فى كل تلك التحديات. والله الموفق
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف