هل يساهم الفن في انهيار الأخلاق... قد يكون هذا العنوان يحمل معنى مناقضاً للمقالات السابقة التي قلت فيها إن «الفن مرآة المجتمع».. ولكن الواقع يثبت أن الفن يساهم بقوة اما بانهيار الأخلاق أو بسموها.. وبالتالي فالفن الناجح اذا كان بهذه التفاهة والاسفاف فهو يعكس ما وصلنا اليه من انحدار في الثقافة والأخلاق واذا كان الفن الناجح هو الفن الراقي ذو القيمة فانه بالتالي يعبر عن هذا المجتمع الذي يرفض الأشكال التافهة من الفن فلا يستطيع المنتج أن يكمل مسيرته في انتاج هذه الاشكال من الفنون التي لا تلقى رواجا إلا اذا كان يتقاضى مقابلاً مادياً ضخماً لنشر هذه النوعية من الفنون للتأثير على هذا الجيل من الشباب الذي هو في الأساس وقود الأمم في التقدم في مختلف المجالات... وما نراه في مختلف القنوات من مسلسلات وأفلام وأغانٍ يثبت بشكل واضح ما وصلنا اليه من تردٍ ساهم فيه كل من الفنانين والمخرجين وكتاب السيناريو والشعراء والملحنين لأنهم في النهاية لا يفكرون إلا في العائد المادي دون النظر إلي أنهم يحملون شرف هذا البلد العظيم وأن ما يقدم من أعمال قبل أن تٌنسب إليهم فهي تنسب لمصر وفناني مصر الذين جعلوا من مصر «منارة» للفن وأعمالهم تشهد على ذلك.
فهل وضحت المؤامرة من خلال اهتمام الاعلام بكل ماهو تافه وتجاهل الأعمال العظيمة التي يقدمها العديد من مبدعي مصر في كافة المجالات.. اذا كانت هذه الأعمال لا تٌدر عائداً مادياً فلماذا الاستمرار في تقديمها بهذه الصورة الفجة... هل هناك عائد آخر من جهات ليس لها إلا هدف واحد وهو أن لاتقدم مصر سوى هذه الأشكال من الفنون في كافة المجالات فهل هناك من يتحدث عن الريادة المصرية مرة أخرى... مصر أولادك كرام.. أوفياء يرعون الزمام... فهل تترك الدولة هذا الإعلام الذي يسيء إلى مصرنا الحبيبة دون أي رقيب أو حسيب.. هل تتجاهل مصر أولادها الذين يرفعون اسمها عالياً في كافة المجالات سواء الفنية أو الرياضية!!.. فلدينا العديد من الأمثلة التي حققت لمصر انجازات عظيمة ولم تلق من المسئولين الرعاية التي تستحقها رغم ان الدولة تنفق الملايين على من لم يحققوا شيئا يذكر في جميع البطولات وهناك من أبهر العالم بامكانياته الذاتية ولم يلق من الدولة الا التجاهل وعدم الاهتمام بهذه البراعم العظيمة... فهل تنفق الدولة هذه الملايين على من لا يستحقون ؟!.. وهل يٌحاسب المسئول الذي لم يحقق أي انجاز يذكر بهذه الملايين ؟!!.. وهل يحاسب المسئولون على تجاهلهم أبطال مصر الذين حققوا هذه البطولات الرائعة سواء الأسوياء أو أصحاب القدرات الخاصة؟!... لك الله يا مصر.