انقسم الشعب مرة أخري علي نفسه بسبب جزيرتي تيران وصنافير. لكن المؤيدين المصريين لحق السعودية في الجزيرتين. بسم الله ما شاء الله علي ألسنتهم. لو كانوا سعوديين ما فعلوا ما فعلوه. حيث أوسعوا المعارضين - المصريين أيضا - سباً وشتماً وتخويناً.. من يدافع عن حق وطنه. حتي ولو بالخطأ. أصبح خائناً.. مصريون يخونون مصريين.. سبحان الله يا أخي.
أحب السعودية باعتبارها أرض نبينا محمد عليه الصلاة والسلام. وأحب أغنية الحاجة فايقة "رايحة فين يا حاجة يا أم شال قطيفة.. رايحة أزور النبي محمد والكعبة الشريفة" وأتمني الحج وزيارة البيت والعودة محملاً بالهدايا.. دهب. ياقوت. مرجان. لولي.. أي حاجة حتي لو سبحة وسجادة صلاة صنع الصين. فيها البركة لأنها عدت علي الأرض الطاهرة التي ستظل طاهرة.
وفضلاً عن حب السعودية وناسها. فأنا والله مقدر وقوفها إلي جوارنا في الأوقات الصعبة. وأظن أنها تقدر أيضا وقوفنا إلي جوارها في الأوقات الأصعب. الناس لبعضها. وهم ونحن لسنا أي ناس. فنحن عرب ومسلمون وأبناء "جلدة" واحدة. وعلي كل منا أن "يتكفل" بالآخر في أوقات الشدة.
ولأن الذي ليس له خير في أهله. ليس له خير في الآخرين. فأنا أحب مصر وناسها أكثر. فهي بلدي. كما أن هناك أنبياء مروا من هنا وعاشوا علي هذه الأرض الطاهرة التي ذكرها ربنا في القرآن الكريم.
ورغم ذلك فلست غاضباً من السعودية ولا ناقماً عليها. الناس محترمون وطيبون ولم يدافعوا عما يرونه حقا لهم في الجزيرتين. مثلما دافع. باستماتة. المحترمون تبعنا من مسئولين واعلاميين.. وبمناسبة الإعلاميين فلم يكن العاملون بالصحف القومية وحدهم الذين دافعوا باستماتة وشراسة عما يرونه حق الدولة الشقيقة. كثيرون من العاملين في الاعلام الخاص وحتي الحزبي. دافعوا باستماتة وشراسة أكثر. حتي ظننتهم من أصل سعودي.
كل ما تمنيته أن تأخذ المفاوضات وقتها. يعني اللي خلي السعودية تنتظر حوالي خمسة وستين عاماً. كان من الممكن أن يجعلها تنتظر عاماً أو عامين. علي الأقل تكون ملامح الجسر المزمع إنشاؤه قد ظهرت. وتكون الاستثمارات التي تم الاعلان عنها قد بدأت تؤتي أكلها. لأن الاعلان هكذا فجأة عن حق السعودية في الجزيرتين وفي نفس توقيت الزيارة التاريخية للملك سلمان وتوقيع عدة اتفاقيات للاستثمار في مصر. جعل المغرضين يدعون أن مصر تبيع أرضها مقابل إنقاذ اقتصادها.. كان يجب أن يلعبها المسئولون صح حتي يكف المغرضون عن مزايداتهم.
عموما مصر كبيرة ولديها مساحات شاسعة من الأراضي لا تعرف ماذا تفعل بها. والناس لبعضها. وكلنا أخوة في العروبة والاسلام.. ونحن أهل كرم. وياليتنا نشوف الأخوة السودانيين نفسهم في إيه. وياليت الإخوة في ليبيا ينهون نزاعاتهم الداخلية ويلتفتون إلي مصالحهم. فربما يكون لهم حق في السلوم ومرسي مطروح.. هل الإخوة في تشاد نفسهم في حاجة هما كمان؟؟؟؟؟؟؟؟؟