الوفد
عباس الطرابيلى
هموم مصرية- قضايا صغيرة.. ولكن مؤثرة
إلي متى تشدنا القضايا الصغيرة.. ألا تكفى القضايا العويصة التي نبتدعها، لتشدنا ـ هذه وتلك- إلى القاع؟! وهل هذه القضايا من صنع المسئولين الصغار.. أم هي أيضاً مسئولية الكثير من الكبار الذين لم يتغيروا..
يعني ببساطة: قضية الغلاء وارتفاع الأسعار وهي لا تحتاج إلا إلي قليل من الحزم والحسم، ولو بتغليظ العقوبات.. وما هي علاقة الفجل والجرجير بالتهاب أسعار الدولار.. بل ما الذي يجعلنا نتقبل ارتفاع أسعار «مكوة الملابس» وهل للدولارـ أيضاً ـ دوره هنا؟ أم هو عجز الادارة..
<< ونعترف بجهود وزير التموين ـأ عانه الله علي ما هو فيه ـ ولكن لماذا لا يفعل ما تحت يديه من قوي بشرية وقوانين، تتمثل في جهاز المفتشين ـ وما أكثرهم في الوزارة ـ وجهاز شرطة التموين، أم نكتفي أن يتسلم المفتشون رواتبهم وربما حوافزهم أيضاً دون أن يعملوا، أو دون ان ينزلوا إلي الشوارع.. وما معني كلمة مفتش التموين هذه، رغم أننا نعلم أن منهم من «يقبض المعلوم» بمجرد أن ينزل، إلي المخبابز وإلي الأسواق وبدلاً من أن يراقب الأسعار ويعاقب المتلاعبين فيها.. ينزل ليحصل علي حصته نقداً وعداً.. وعينا، يعني لحمة وأسماك وفواكه ودواجن.. والحلو كمان.. نقول ذلك لأن الرئيس السيسي يعاني، رغم أنه وعد بالسيطرة علي الأسعار.. فهل جهاز التموين، ليس تابعاً للدولة.. إذا كان الأمر كذلك.. وفروا للدولة كل ما يقبضون.. ماداموا: لا يعملون!!
<< وحكاية زجاجة الزيت.. وكيلو الأرز مع بقالي التموين.. طيب زجاجة الزيت لها مشاكلها مع المستوردين الذين يستوردون أسوأ أنواع الزيوت ويتولون خلطها لتقديم زجاجة زيت للتموين ولكل الفقراء.. ولعن الله المستوردين المتلاعبين.. ولعن معهم الذين قتلوا تجارة وصناعة عصر الزيوت المصرية، منذ كنا نزرع القطن ونستخدم بذوره لانتاج الزيت «الفرنساوي» الذي كان يعتمد عليه معظم المصريين، أو زيت السيرج الذي كنا نستخرجه من بذور السمسم وإلي أن نحل مشكلة استيراد 90٪ مما نحتاج من زيوت طعام.. نتحول إلي حكاية الأرز. ومصر عمرها كانت منتجة، بل ومصدرة للأرز حتي أن إسبانيا أخذت شتلات من الأرز المصري.. وزرعته وتتولي تصديره لدول الخليج ـ وغيرها ـ التي تطلب الأرز المصري..
وتاه المصري بين قرارات تحديد مساحة الأراضي التي تزرع أرزاً بسبب مشاكل مياه الري.. وبين إلغاء الغرامات للمخالفين.. وهل نصدر الأرز.. أم نستورد الأسوأ من دول جنوب شرق آسيا وهي أيضاً مثلنا من آكلي الأرز. وأين التنسيق بين الزراعة والري والتموين لحل هذه المشكلة.. لأن المياه ليست عائقاً فهم «في اليابان» يزرعون الأرز وريه بمياه المحيط المالحة.. وأيضاً مع تدوير مياه الزراعة..
<< كيف تحل معضلة زجاجة الزيت التي هي عماد طعام المصري لأنه من هواة «المحمر والمشمر والمقلي» من الطعمية إلي المدمس وحتي تقلية الكشري وصلصة الطماطم. ولا تصلح حياة المصري، إلا مع زجاجة الزيت، حتي أصبحت هذه الزجاجة.. لعبة يستخدمها الساسة المغرضون لضرب النظام الآن.. كما استخدموها في الانتخابات قديماً..
ولا أريد «الآن» أن أقول بالمؤامرة الداخلية علي الناس من خلال هذه الأمور البسيطة.. ولكنها شديدة التأثير.. ولكن ماهو مؤكد هو وجود «لوبي» أو عصابات تتصيد أخطاء السلطة ـ حي ولو كانت صغيرةـ لتضرب النظام في مقتل..
<< ولا أريد أيضاً أن أفتح مرة أخري حكايات الخلايا النائمة التي تتواجد، أو نجح الاخوان في زراعتها في المواقع الحساسة ذات الصلة بالجماهير ومصالحها.. لكي يتحركوا «عند اللزوم» لضرب النظام وإذا كنت لا أطالب بتصفية هؤلاء، الا أن المطلوب هو وضعهم تحت العين.. لنتقي شرهم.. ولا أقول بقطع أرزاقهم..
تلك أمور صغيرة.. ولكن لها فعل السحر.. فلا تهملوها
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف