بدعوة كريمة من الدكتورة إنجى فايد المتخصصة فى الآثار المصرية، حضرت برفقة مجموعة من الإعلاميين وأكاديميين احتفال جامعة بدر أو «BUC» كما يحب مجلس أمنائها اطلاق هذا الاسم عليها، ربما لتقاربه مع أسماء الجامعات الجديدة فى مصر. وأول ما لفت نظرى فى الاحتفال هو شعاره «مصر ..الإنسان» ووجدتها فرصة لكى اطلع عن قرب كيف يفكر مجتمع الشباب، خاصة وأن الجامعة متخصصة فى العلوم الطبية بأنواعها.
تميز الحفل بكلمة التقديم التى شرحت الشعار «مصر..الإنسان» بصورة تدعو لاستعادة أمجاد مصر، ثم اكتشف ملكة الكتابة والموهبة لدى إنجى فايد الباحثة الأثرية، لتضيف إليها سمة جديدة بجانب دفاعها عن تاريخ وحضارة مصر وكيف غزت العالم قديما وتريدها أن تغزوه حديثا أيضا.
عبرت الكلمة بحق عن الشباب وضرورة أن تكون التنمية الثقافية والرياضية والفنية جزءا من مكونات التنمية الشاملة والتى لا تتحقق إلا بنشر الوعى وتعميقه لدى القطاعات المختلفة من المجتمع. لم تكن الكلمة استعراضية لأنشطة الجامعة فقط، بل تعدت هذا لتشرح للحضور كيفية بناء الإنسان ــ خصوصا مجتمع الشباب ــ من خلال تنفيذ مبادرات تعمل على تقوية وازدهار القومية المصرية فى نفوسهم، فتترسخ لديهم روح الانتماء للوطن، وتنتشر بينهم ثقافة التعامل مع الوطن والآخر، ليس بوصفه مجرد مكان وكائن حى يعيش الى الجوار، بل بوصفه وطنا وإنسانا.
ثم تميل الباحثة الأثرية الى طبيعة عملها، وهو الحضارة المصرية العريقة، لتنبه الى أن الله قد منح الوطن ميزات دعت الإنسان منذ القدم لاستثمارها بضمير فأسس عليها أعرق الحضارات، فغدا الوطن فخرا وجب علينا والأجيال القادمة الحفاظ عليه وقيادته الى الأفضل.
وتكريسا لفكرة «مصر.. الإنسان»، تعمقت الكلمة فى تعظيم قيمة الإنسان الذى خـُلق لتعمير الأرض، ولذا وجب على الدولة بكل منشآتها التعليمية، الاهتمام به وتغذية روحه ثقافيا وفنيا ورياضيا لخلق روح الإبداع لصقل مواهبه لصناعة مجتمع خلاق وخلوق. لماذا؟ لكى يخلق الوطن شبابا متحمسا لاستعادة أمجاده القديمة كأعرق حضارة أثرت فى العالم بعلمها وخلقها وابتكاراتها.
مضى الوقت ممتعا الى أن رأيت طالبا يدوس بقدميه متعمدا على لوحة مستطيلة كبيرة نقشت بأيدى الطلاب بألون متعددة وزاهية تعلوها بالوسط كلمة «مصر» وأسفلها «إيد على إيد» فى معنى تتطلبه مرحلة بناء الوطن، حتى أفقت من حلمي، فأدركت أن إنسانا واحدا كفيل بهدم كل ما بنيناه.