أعدت قراءة النص الكامل لحديث الرئيس عبد الفتاح السيسى مع طيف واسع من ممثلى ال
شعب المصرى وخرجت بعد القراءة الثالثة للنص بأن الرئيس لم يكن معنيا بحدث بعينه رغم إدراكه لحالة الجدل التى أعقبت توقيع اتفاقية الحدود البحرية بين مصر والسعودية ولكنه كان معنيا فى الأساس بكشف محاولات ومخططات التشويش على العقل المصرى.
أحسست من ثنايا كلمات الرئيس أنه يتفهم غيرة الكثير من المصريين على وطنهم ولكنه يدعو إلى التريث فى إصدار الأحكام على أى قضية قبل الإلمام بكل جوانبها التاريخية والوثائقية ولعل ذلك هو السبب وراء ترتيب رئاسة الجمهورية لسلسلة لقاءات على هامش اللقاء الموسع للرئيس وقبل بدايته بين رئيس الوزراء شريف إسماعيل والدكتور مفيد شهاب خبير القانون الدولى عضو لجنة استرداد طابا واللواء أركان حرب بحرى محسن حمدى عضو لجنة استرداد طابا وخبير المساحة العسكرية البحرية وسامح شكرى وزير الخارجية مع عدد من الكتاب والمثقفين والإعلاميين لعرض كافة الحقائق حول الجدل المثار.
لم يكن غائبا عن الرئيس السيسى للحظة طبيعة التغيير الكبير الذى حدث فى مصر والذى فتح مجال الإفتاء فى كل القضايا لمن يعلم ومن لا يعلم وهو مكتسب لا يعارضه الرئيس ولا يدعو للتنازل عنه وإنما يشجعه ويحبذه... فقط يدعوه إلى «تصويبه».
وأحسست أيضا من ثنايا كلمات الرئيس أنه ينبغى الفصل بين الهوى السياسى وبين حتمية الالتزام بالقوانين والمواثيق الدولية وفرق كبير بين أن تتمسك بعدم التفريط فى ذرة رمل واحدة من ترابك الوطنى وبين أن تكابر وأن تجادل للحفاظ على حق ليس من حقوقك... وهو ما أوضحه مفيد شهاب ببساطة بقوله أن هناك فرقا كبيرا بين مفهوم سيادة الدولة على أرض ما وبين إدارتها لها مستشهدا فى ذلك بالإدارة المصرية لقطاع غزة منذ اتفاقيات الهدنة عام 1949 وحتى عدوان يونيو 1967.
ويبقى أن أقول أنه مع الفهم الكامل لضرورات ومقتضيات سرية المفاوضات التى أشار إليها الوزير سامح شكرى وأؤيده فى ذلك تماما إلا أن التمهيد الإعلامى كان غائبا وتلك أحد نقائص استمرار غياب المايسترو الإعلامى وليكن الحل العاجل والضرورة من خلال وزارة دولة للاتصال الجماهيرى!
خير الكلام:
<< رغم العواصف تظل مساحة الغيم فى سماواتنا معبأة بأمطار الخير والأمل!