سنوات عجاف مضت وأخري في انتظارنا دون أن نعترف بالحقيقة رغم وضوحها وضوح الشمس. الحقيقة التي غابت عن مفجري الثورة ودفعهم إنكارها إلي التشبث بمطالبهم العجيبة بالحرية والكرامة الإنسانية. وللأسف مازالت غائبة أيضا عن كثيرين لايملون الحديث عن التعذيب والاختفاء القسري والانتهاكات وكلام فارغ من هذا القبيل !! لايريد هؤلاء المتربصون الكف عن الشكوي وكشف المستور داخل أقبية السجون.. وبصراحة احتارت قيادات الداخلية واحتار دليلهم في إثبات عكس هذه الافتراءات .ومن حين لآخر تضطر لإلقاء القبض علي ناشط أو أكثر لا لتقليم أظافرهم وقرص آذانهم لاسمح الله وإنما لتريهم علي الطبيعة مدي النعيم الذي يتمتع به المحبوسون في سجون مصر. هذا النعيم الذي ترجمته لنا تصريحات رئيس مصلحة السجون اللواء حسن السوهاجي لليوم السابع وطمأننا فيها عن حالة السجون التي أصبحت والحمد لله أقرب للمنتجعات السياحية!! يتلقي فيها السجين أفضل معاملة ولايتعرض لأي نوع من التعذيب كما يتعامل الجميع نفس المعاملة لا فرق بين مسجون سياسي وجنائي ولا فرق بين سجين مهم وآخر بسيط فلايوجد كبير في السجن !!ولأن السجن في مصر جنة يرفض بعضهم الخروج منها ويبدون رغبتهم في البقاء في المنتجعات أقصد السجون الفخمة!! تصريحات السوهاجي الوردية تخرس بالطبع ألسنة المتآمرين ممن يحلو لهم إهالة التراب علي كل ماهو جميل ولايتورعون عن نشر الأكاذيب والافتراءات عن التعذيب والوضع البائس لأغلبية المساجين. ووجود تفرقة في المعاملة تفضحها مقارنة عابرة بين وجوه مبارك وأولاده ورجاله وبين غيرهم من المساجين!! كل هذه الأكاذيب يروجها مغرضون تتواتر حكاياتهم واحدة تلو الأخري لا نكاد تأخذنا الشفقة بإحداها حتي تصل إلينا ماهي أقسي منها. وبالطبع هذه مشكلتنا نصدق أكاذيب أهالي المساجين ونكذب قيادات الداخلية!! بل ونكذب أيضا أمريكا ذات نفسها التي وجهت الشكر لمصر علي حسن معاملة السجناء الأجانب!! شهادة خطيرة من الراعي العالمي لحقوق الإنسان!!