آخر ساعة
عفاف الدهشان
كل أسبوع .. زها .. أسطورة عمارة الخيال
تلقيت خبر وفاتها ببالغ الحزن والأسي، بالرغم من عدم معرفتي الشخصية بها، إنها المعمارية العراقية زها حديد صاحبة التصميمات التي تحلِّق بك في سماء الخيال، كأنها مجسمات ومنحوتات جاءت من كوكب آخر.
هذه المعمارية التي وُلِدت في بلد عربي وتعلّمت في بلد عربي آخر ودرست الرياضيات ثم تعلمت الهندسة المعمارية في دولة أوربية، أما تصميماتها الساحرة التي تم تنفيذها في صورة مبان غير مألوفة أو معهودة، فقد فتحت لها آفاق الخيال لمزيد من الإبداع والتميُّز.
زها.. هذه المبدعة العربية كانت تعزف بطريقة متفرِّدة، لدرجة أن أحد أساتذتها في العمارة وصفها بأنها: «كوكب يدور في مجرة واحدة». هل هذا يرجع لتفوُّقها في الرياضيات فاختفت عندها الزوايا القائمة وأبدعت في المنحنيات والأبعاد الثلاثية، فطوّعت الحديد وأعطته من حسن المنظر، وكأنه تحوّل في تصميماتها إلي صلصال يسهل تشكيله.
يقولون عنها إنها رائدة المدرسة التفكيكية في العمارة بعد أن جرّبت مختلف المدارس المعمارية، بل ويطلقون عليها لقب «ديفا» بمعني المغنية الرئيسية في الجوقة الموسيقية، ولايذكر التاريخ امرأة أخري احتلت هذه المكانة المرموقة فأصبحت صاحبة مدرسة فريدة في فن العمارة بالعالم.
وهذه المرأة كانت صاحبة شخصية قوية ومزاج صعب وترفض المساومة حول تصميماتها، فقد كانت تأبي إدخال التعديلات عليها، لأنها تعلم نقاط القوة في رسوماتها، فهي لاتخرج أي تصميم من تحت يدها، إلا بعد أن تكون «هضمته «معماريا، كما كانت فنانة ثائرة لها الكثير من الأعمال المبدعة التي نفذت في العديد من دول العالم، وحصلت علي الشهرة والمجد، كما نالت العديد من الجوائز والأوسمة خلال مسيرتها العلمية. وأتمني من كل قلبي أن تري باقي تصميماتها ورسوماتها النور تخليدا لذكري مبدعة عربية.

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف