محمد على السيد
آخر كلام .. خشبة سور يوسف إدريس
منذ 60 سنة رصد يوسف إدريس بعبقرية في قصته (الطابور) الطابع النفسي للمصريين بسلوك الطرق السهلة المباشرة بمعناها العام ليس فقط في حكاية السوق الذي أقام له صاحبه سورا ليحقق من ورائه الدخل ولكن في التركيبة المصرية التي تري كسر خشبة في السور في مسار قدومها من بيوتها دون اللف حول السور والمشكلة ليست في دفع رسوم السوق فهم يدفعون إتاوة للخفراء الذين أوقفهم لمنع تهرب الأهالي كما يري ولا يردعهم مجهود ردم الحفرة التي نفذها تحمي السور فقد أخذوا جزع شجرة جميز سد بها الفتحة وجعلوها ممرا لهم وعندما يئس وأقام جدارا حجريا كسروا الخشبة التالية . وعلي مدي 45 عاما من المتابعة والتجوال الصحفي في كل مناطق مصر أري هذه الخشبة مزالة في كل سور حديدي يعترض المسار الطبيعي لحركة المصريين تراه بسهولة في أقرب حاجز طريق في طريقك وفي كل الشوارع الرئيسية ولم يستوعب المسئول دراسة طبيعة سريان حركة المصريين في المنطقة وينفذ ما يتفق مع راحتهم ويجعلهم يتحركون لها برضا وكثيرا ما أسال ألم يقرأ مسئول مرور واحد ولا مسئول طرق أو كباري هذه القصة صدفة فيتفهم ويريح نفسه ورجاله من وجع القلب ويريح المصريين ومن لا يصدقني فلينظر لكباري المشاة وعدد مستخدميها وللأسوار المرورية في تنفيذ كل المشروعات ودائما هناك كسر مرور أو عبور بها إذا تيقظ الأمن فترة فهم جاهزون للعبور بها مع أول لمحة تغاضي أو غياب.