أحمد السرساوى
نوبة صحيان - نساء مصر قادمات .. أفسحوا الطريق !
ما عرفت مصر الازدهار .. إلا كانت المرأة المصرية صانعته !!
حدث ذلك أيام الفراعنة وما زال يحدث حتي الآن .. الوزيرات هن الأنشط بين أعضاء حكومة د.شريف اسماعيل وهن الأكثر دأبا (أُرشح واحدة منهن لتكون أول رئيسة وزراء في مصر، ولولا وجود مانع أدبي يحول دون البوح باسمها لأعلنته لكم)، وسفيراتنا هن الأكفأ بين بعثاتنا الدبلوماسية، والأساتذة منهن في الجامعات أو العالمات هن الأغزر انتاجا وبحثا، وسيدات الأعمال والصناعة هن الأكثر مصداقية وأمانة مقارنة بالعديد من الرجال.
بل إن الحركة الثقافية الرفيعة تقودها الآن في بلادنا ∩أيد ناعمة∪ .. فالمجلس الأعلي للثقافة دبت فيه الحياة عندما أدارته سيدة من طراز د. أمل الصبان، و دار الأوبرا المصرية عادت لها الروح مع د. ايناس عبد الدايم، وصندوق التنمية الثقافية يقفز خطوات مع رئيسته الجديدة د.نيفين الكيلاني .. والبرلمان المصري يضم حاليا 89 نائبة هن شعلة نشاط، وزن معقول يعادل15% من إجمالي نواب البرلمان، مقارنةً بحوالي 2% فقط في البرلمان السابق، كما شهدت الانتخابات الرئاسية والبرلمانية مشاركات كبيرة من الناخبات.
أما المجلس القومي للمرأة بتشكيله الجديد فيضم مجموعة مختارة بعناية فائقة من المهتمين بقضايا المرأة عموما والمصرية بصفة خاصة تترأسه قيادة شابه وواعية، ما يحدونا لأن ننتظر منهم الكثير علي طريق نعلم أنه صعب وشائك لتحرير المرأة من جديد في ظروف صعبة ومختلفة .. طريق بدأ منذ عهد محمد علي باشا الذي كنا نظنه عصرا ∩للحريم واليشمك والبرقع∪ .. فكان منصة للدعوة الي تعليم البنات وخروجهن من ∩قمقم∪ الأمية وحجاب العقل،عبرت عنها صرخات رفاعة رافع الطهطاوي ثم قاسم أمين، ما أدي لاحقا لإنشاء أول مدرسة تعليم لهن عام 1872، ثم أخذت الدعوة تتصاعد وتكسب أرضا جديدة أدت لأن تُعبر حواء المصرية عن موقفها الوطني الحقيقي بأول مظاهرة نسائية ضد الاحتلال الانجليزي في 16 مارس 1919، ليتحول نشاطها من طابعه العفوي الي العمل المؤسسي العام وإنشاء أول اتحاد نسائي مصري علي أيدي السيدة هدي شعراوي سنة 1923 كان من ثماره أجيال رائعة من الأمهات. وكثيرا ما أذكر مدي التحمل والجلد الذي تحلت به أمي في حرب أكتوبر 1973 كسيدة مصرية من نتاج تلك الأجيال، حينما كان ثلاثة من فلذات اكبدها يحاربون علي جبهة القتال والرابع منهم كان في مهمة وطنية أخري وأرسلت لهم تقول لا تعودوا إلينا إلا وأنتم منتصرون، وكان هذا موقف كل الأمهات علي أرض المحروسة، لأكتشف مبكرا وتتفتح عيوني صغيرا علي أن السيدة المصرية هي الصانعة الأصيلة لقيم المجد والتحضر والوطنية والفداء والتقدم في بلادنا، فقط أعطوها الثقة والأمان والاحترام وسنجني أجيالا صالحة من الرجال.
أيها السادة.. المرأة المصرية قادمة.. أفســحوا لها الطريق!!
■■■
قالوا: سر عظمة الشمس أنها مؤنثة وسر خفوت القمر أنه مذكر!!