محمد الحداد
معان ثورية ابدأ من جديد بكل الأمل والتفاؤل
∀ بقك مقفول .. اتنفس من مناخيرك .. ظهرك مفرود .. صدرك لقدام .. الحركة من أعلي الفخد .. انزل بكعبك عالارض أمشي مشية العسكر .. ماتمشيش موطي زي الحرامية ∀
بهذه الكلمات كنت أخاطب بناتي يوميا وهم في طريقهم الي المدرسة المجاورة للبيت حتي يكون ظهرهم مفرودا ويتنفسون من الأنف بدلا من الفم ولا ينحنوا إلا لله ولا يخضعوا اويخافوا إلا من الله
تذكرت تلك الكلمات حين فاجأني صديقي بأن أقرب شركائه في مؤسسته يضايقه بشدة .. ويطالبه بفض الشراكة في المؤسسة الفاشلة التي يديرونها سويا رغم الخسائر الفادحة وتراكمات الديون والعثرات المالية والازمات المتوالية والعلاقات المتوترة مع سائر المؤسسات المختلفة .. وسألته باستغراب عن مستوي النجاح اوالفشل الذي حققه مع شريكه علي مدار 26 عاما .. فقال لي :إن الخسائر تكاد تكون مرعبة علي كل الاصعدة وان تلك الشراكة تخلو من اهم ركائز تأسيس المؤسسات وهوالتفاهم والصدق والامانة والاجتهاد في انجاح العمل وان الخسائر الفادحة .. منها ماهومصرح بقوله ومنها مالا يستطيع سرده إلا أمام الله .. فطلبت منه ان يكتم سره .. ويصفح ويسامح
سألت صديقي الذي تصور ان ظهره سينكسر .. مالذي يخيفك من فض الشراكة مع شريكك المزعج الذي يجرك للخلف ويحطم ويشوه صورتك دائما ومالذي يجعلك تصبر كل هذا بالرغم من وجود اكثر من بديل .. ؟؟؟ .. وقلت لصديقي : اذا طلب شريكك فض الشراكة بالمؤسسة الفاشلة فطاوعه وتغلب علي خوفك رغم كل آلامك من تعودك عليه وعلي عشرته المريرة
في يوم السبت 26 مارس 2016 جاءه اخطار من مندوب شريكه بضرورة إغلاق المؤسسة .. وفي يوم الاحد 3 أبريل 2016 أنهي صديقي كل اجراءات اغلاق مؤسسته الفاشلة.
عاد صديقي اليَ مهموما حزينا ظهره محنيا يكاد يبكي تائها مشردا .. سألته :هل هي نهاية العالم ؟ فقال: لا ..سألته هل ستموت ؟ فقال: بيد الله سألته هل أغضبت ربك ؟ فقال : ربي غفور رحيم وهوالأعلم .. فقلت له إبدأ من جديد .. وتذكرت كلماتي لبناتي أثناء توصيلهم للمدرسة يوميا في السابعة صباحا ووجدتني اقول لصديقي الغالي : إفرد ظهرك .. اقفل فمك .. تنفس من انفك .. صدرك للأمام .. امشي مشية العسكر .. لاتمشي مشية الحرامية محنيا للأمام فابتسم صديقي كثيرا وقال لي كيف تحدثني وكأني طفل ؟ فضحكت كعادتي وانا اخفي لمحات من الحزن علي معاناة صديقي ومعها عبرة تكاد تسقط من عيني وقلت له : كل انسان بداخله طفل كبير .. الانسان الواعي فقط يحافظ علي براءة الطفل بداخله ويحافظ علي طهر ونقاء روحه وقدرته علي العفو والغفران والتسامح حتي تستطيع ان تفتح مؤسسة جديدة.
قلت لصديقي إبدأ من جديد .. سامح اصفح اغفر انسي الماضي كله وإملأ قلبك بالتفاؤل .. حمدا لله علي سلامتك .. اسجد لله شكرا ان تخلصت من هذا الكابوس المزعج .. افتح عينيك من جديد .. تنفس ببطء وهدوء .. انظر للمستقبل وراجع حساباتك وابدأ من جديد ابدأ مرة اخري واعتمد علي البناء وحدك ولا تعتمد علي أحد ونفذ أفكارك البسيطة معتمدا علي الله .. ابتسم للدنيا للناس للحياة فالحياة جديرة بأن نحياها بسعادة وبساطة
لا تنتظر للغد حتي تبدأ من جديد بل ابدأ من اليوم من الآن من تلك اللحظة .. تبسم صديقي بنقاء وهدوء ونفس صافية واغمض عينيه واغلق فمه وتنفس من انفه وقال في سره ما أجمل الحياة بعيدا عن الشر الذي كان يحيق بي يوميا .. وقرر صديقي ألا ينظر وراءه ابدا بل الي الأمام ليكتب سطورا جديدة مفعمة بالحب والود والعقل والرعاية والاهتمام مع شريك آخر يقدس معني العطاء اللامحدود غير المشروط في مؤسسة ناجحة بقواعد جديدة وليتقدم فيما تبقي له من العمر حتي ولوكان سويعات قليلة .. فالنجاح ارادة والتقدم للأمام ارادة والتفوق والتميز ارادة والتمتع بالعمل بإخلاص ارادة .. وانا اعرف ان صديقي العزيز له ارادة فولاذية للبناء والاعمار والتفوق والتقدم واعتلاء اعلي منصات التتويج.. بالفعل تغير صديقي خلال أيام وبدأ مرحلة جديدة من الحب والخير والتفاؤل والبناء فأقبلت عليه مهللا قائلا له : حمدا لله علي سلامتك ياحبيبي ..حمدا لله علي سلامتك ايها العزيز الغالي .. عودا حميدا .. وعلي طريقة اهلنا البدوالشرفاء النبلاء قلت له ∀ مرحبا 1000∀.. عدت سالما من بعد سفر طويل وربما يكون ومن المؤكد ان القادم سيكون اجمل.