عقب استشهاد الناشطة السياسية شيماء الصباغ في ميدان طلعت حرب.. استبعد الكثيرون - وأنا منهم - أن تكون شيماء قد سقطت بخرطوش أحد رجال الشرطة.. أغلبنا اتهم مندسين من الإخوان وسط المظاهرة وضربوا ضربتهم لتوريط الأمن.. وافتأت البعض لغرض في نفس يعقوب ووصل بهم الشطط إلي اتهام زملائها في الحزب بقتلها.. أما المقربون منها فهم فقط الذين اتهموا الشرطة صراحة.
بالعقل والمنطق كان المشهد المأساوي يبرئ الشرطة.. فالمظاهرة كانت سلمية فعلا وكان أفرادها يحملون باقات الزهور.. أي أن الجو العام لم يكن يستدعي استخدام الخرطوش أو حتي التعامل الأمني بالأساليب القانونية لفض المظاهرات من غاز ومياه وهراوات.. وهو ما يفرض علي وزير الداخلية مجدي عبدالغفار تغيير مناهج تدريب قوات الأمن لتخريج ضباط وأفراد أكثر احترافية.. يفضون التجمعات غير القانونية دون إسقاط ضحايا.. ولنا في الأمن الأمريكي والأوروبي المثل فرغم أنهم ينسفون كل قواعد حقوق الإنسان عند تعاملهم مع المتظاهرين لكنهم لا يقتلون أحدا إلا نادرا.
الآن.. وبعيدا عن التأليه والفرعنة والنفاق.. تلك العبارات التي يحلو للبعض ترديدها كلما تحدثنا عن رئيس الجمهورية.. يجب أن ننسب الفضل بعد الله - سبحانه وتعالي - لأولي الفضل وليتهمنا المرجفون بما شاءوا ونؤكد أنه لولا الرئيس السيسي بعدله وانضباطه وحسمه للأمور. ولولا أيضا شفافية وعدالة المستشار هشام بركات النائب العام ما تم الاعتراف بالحقيقة ولأول مرة بأن ضابط شرطة هو الذي قتل شيماء الصباغ.
أذكر نفسي وإياكم بالكلمة الرائعة التي وجهها الرئيس السيسي بمنتهي الغضب والأسي والعاطفة الأبوية إلي محمد إبراهيم وزير الداخلية السابق.. قال: "شيماء الصباغ بنتي.. ولابد من كشف من قتلها.. نحاسب المخطئ ولا نهدم المؤسسات".. وهو ما يعني أن الرئيس كان علي قناعة بأن القاتل رجل شرطة. ويقيني أن هذه الجريمة غير المبررة كانت أحد الأسباب القوية للإطاحة بالوزير.
نحاسب المخطئ أيا كان وها نحن نحاسبه.. ولكن لا نحمل خطأه للمؤسسة التي ينتمي لها.. فليس معني أن يجرم ضابط دون أسباب منطقية وبلا دوافع اضطرته لاستخدام السلاح أن نعادي ونعاقب وزارة الداخلية بأكملها ونطالب بإسقاطها.. فقد انتهي زمن "الحسنة تخص والسيئة تعم" وليس من مصلحة الوطن أن نسقط هذه المؤسسة العظيمة التي تقدم كل يوم شهداء يدافعون عني وعنك وعن البلد وأمنه واستقراره.
إن القوة والمصداقية والعاطفة التي تحدث بها الرئيس تم بحيادية وشفافية "محامي الشعب" النائب العام هي التي حسمت الأمر لصالح العدل والحق والحقيقة وهي الضمانة لنا جميعا.
هنيئا لمصر رئيسها القوي والعادل الذي يرضي الله ورسوله في أقواله وأفعاله ولا يخاف في الله لومة لائم.. وبمنتهي الصراحة وأنا لا أطمع في شيء بل ولا أطمح إلي شيء أقولها بعلو الصوت: فخور بأنني أحب واخترت السيسي.. فخور ولي الشرف أن السيسي هو رئيسي.. ربنا يحفظه ويزيده إيماناً وعدلاً وقوة.
وتحيا مصر.