•• عودة الدورى تساوى قبلة الحياة لكرة القدم، على أمل أن تعيش ولا تموت. وعندما نردد ذلك، فهو رسالة تحذير نطلقها خوفا على اللعبة وخوفا عليها كنشاط إنسانى، وخوفا عليها كصناعة ولو كان لها قدر بسيط فى دعم الاقتصاد. ولن يفهم هذا الكلام سوى من عرف قيم الرياضة وأهدافها بقدر علم العلماء بعلمهم. ولن يفهم هذا الكلام أيضا ولا يريد حتى أن يسمعه كل من يرغب فى اغتيال أى نشاط فى مصر وكل نشاط فى مصر من السياحة إلى كرة القدم.. ويدرك أهل التليفزيون أن الكاميرا ترى الداخل البشرى وتكشف الصدق والكذب. ويدرك أهل العلم أن نبرة الصوت ونظرة العين وترتيب الكلمات وترددها وطريقة ترديدها تكشف الكثير من المشاعر الحقيقية المدفونة..
•• حين نتحدث عن الخوف على كرة القدم من الموت فإننا نريدها أن تحيا بمنتهى الصدق والحب للعبة وللوطن.. فلا حاجة بنا لأن ندافع أو نهاجم.. ولسنا فى حاجة إلى دروس تعلمنا الفصل بين الملعب وبين الأفكار والتصرفات التى تدور فى الرءوس أو فى الخيال، فأنا شخصيا أضع تلك الخطوط الفاصلة وأفهمها جيدا، ولا يوجد إنسان واحد كنت من دراويشه، أمرر وأبرر له ما يريد.. إن مصر باختصار عند المصريين المحبين لبلدهم هى أن تحب لها الخير باتساع الكرة الأرضية.. هل كلمة الخير مفهومة ؟!
•• عندى هنا مثال قريب قد يقودنا إلى المعنى المقصود، فمن طرائف الأقدار أن التجربة السياسية التونسية الرائعة بما فيها من ديمقراطية جعلتنا نظن أنها أطاحت بالعنف وبالإرهاب.. وكان ذلك عدم فهم لما يجرى فى المنطقة، فالإرهاب وجه رصاصات الغدر والخسة إلى ظهر تونس وإلى شعبها كله بعمل يهدف إلى اغتيال السياحة، وهو ليس انتقاما من أشخاص ولا أظنه انتقاما سياسيا، ولكنه انتقام من شعب.. فإما أن نحكمكم وإما أن نقتلكم.. ونقتل رزقكم.. فالحكم من وجهة نظر الإرهاب يقترب بالفوضى والفقر والدم والنار.. ؟!
•• إن ما يجرى فى المنطقة أوسع وأخطر من تلك التحليلات الضيقة والمتسرعة الساعية إلى تبرير وتمرير تلك الأفكار.. ولن أتحدث عما يجرى الآن فى العراق، ولكنى أشير فقط إلى ما جرى فى مباراة لكرة القدم فى دورى أبطال آسيا بين فريقى الهلال السعودى وفولاذ الإيرانى أقيمت بأرض الأحواز، وهى منطقة تحتلها إيران منذ عام 1925 أيام حكم رضا شاه.. فقد انتهت المباراة بالتعادل السلبى، واندلعت بعدها اشتباكات عنيفة لأن جماهير الأحواز شجعت الهلال وهتفت له ورحبت به فى أرضه العربية، وهو ما استفز رجال الأمن الإيرانيين.. تلك إشارة لفتنة خامدة منذ قرون بين الشيعة والسنة.. ومن أسف أن أحد الدروس التى كانت تطرح منذ فترة تعنى بالاقتراب من إيران والتفاهم معها.. فهل كنا ننتظر الحرب على داعش بقوات الحشد الشعبى أو مباراة لكرة القدم لنفهم بعضا مما يجرى فى المنطقة..؟!
•• الإيطالى ماريو بالوتيلى كان دوما ومازال لاعبا مثيرا للجدل فى الأندية التى لعب بها، إنتر ميلان، ومانشستر سيتى، وميلان وليفربول، وهو صاحب كلمة «إخرسوا» وقد وجهها إلى منتقديه فى حسابه على موقع «اينستجرام» وقال: حسبما جاء فى وكالة الأنباء الفرنسية: «هل تعرفونى؟ هل تحدثتم يوما معى شخصيا؟ هل تعلمون ما مررت به فى حياتى؟ انتم ترونى فقط العب كرة القدم على ارضية الملعب: «إخرسوا»..؟
•• شكرا بالوتيلى على الإلهام..؟!