عباس الطرابيلى
هموم مصرية-المدرس المصرى.. وحلم «عقد» بالسعودية!
رغم إعلانات طلب مدرسين مصريين، للعمل بالسعودية ودول الخليج.. إلا أن المدرس المصرى، لم يعد يلهث وراء طلب أى عقد عمل هناك.. والسبب هو ما يحصل عليه الآن، فى مصر، من الدروس الخصوصية.. ومن السناتر التى يفوق عددها الآن، عدد المدارس، حتى فى القرى والمدن الصغيرة!!
ولن نسأل هنا عن ثمن حصة أى مادة.. وإذا كانت هناك نوعية من المواد نعتبرها الأكثر سعدًا ـ فى عالم الدروس الخصوصية ـ مثل الفيزياء والأحياء والرياضيات.. فإن هناك مواد أخرى ـ تقف فى الوسط ـ مثل اللغة العربية واللغة الانجليزية.. ولكن هناك مجموعة أخرى من المواد ربما هى الأرخص فى أسعارها مثل التاريخ والجغرافيا والحاسب الآلى.. والدين!! ولكن يجمعها كلها أنها بالفلوس..
<< وأسمع عن أسعار بعض الدروس.. وأن بعضها يتعدى الخمسين جنيهًا للحصة الواحدة.. وأحيانًا يصل السعر إلى 100 جنيه إذا أخذ الطالب حصتين معًا فى الجلسة الواحدة.. تخيلوا.
ولا تسألوا عن عدد الطلبة ـ فى السناتر ـ وكيف يصل فى بعض الحالات إلى مئات الطلبة فى الحصة الواحدة.. ويتحدث البعض أن بعض مشرفى هذه السناتر والمجموعات يستأجرون جراجات العمارات.. وبدروماتها ويتم «رص» الطلبة فيها.. مع تركيب ميكروفونات.. والأهم هو توزيع «الملازم» وهذه أيضًا تجارة وصناعة رابحة للغاية لمن يؤلفونها أو يقومون بتلخيص دروسها.. ثم طبعها، بعد كتابتها على الكمبيوتر وما على الطالب إلا أن يحفظها عن ظهر قلب.. ثم يلقيها فوق أوراق الاجابة، عند الامتحانات.
<< وسواء كانت الدروس تتم فى بيوت المدرسين.. أو يستأجر المدرس شقة أخرى لها، غير شقة سكنه، أو تم تنظيمها فى هذه السناتر، أى المجموعات.. فإن نصيب المدرس هو الأكبر ـ وكل مدرس حسب شهرته بين التلاميذ ـ وحسب قدراته.
والطريف أن المدرسين يرفضون الدروس التى تنظمها المدرسة بأسعار مقبولة.. ولكن معظم الطلاب لا يقبلون عليها لاعتقادهم بأن المدرسين لا يقومون بعملهم كما يجب فيها.. بل يأخذونها فترة للراحة تمامًا كما يتعاملون مع حصصهم بالمدارس الحكومية ويدخرون كل جهدهم للسناتر ودروسها.. وما تدره عليهم من دخول عظيمة.. لهم ولمن ينظمون العملية كلها.
<< ثم بعد ذلك نتباكى على التعليم المدرسى وعلى نتائجه.. بينما الطالب لا يحصل على المنفعة الحقيقية إذا ذهب إلى المدرسة الحكومية، وحتى طلاب المدارس الخاصة ـ رغم ما تتحمله الأسر من أعباء مالية فيها ـ إلا أن الطالب يحصل من «المعرفة» على الحد الأدنى الذى يسمح له أن يؤدى الامتحان.. ولكنه ينجح.. آخر العام.
<< أما المنافع الحقيقية فيحصل عليها المدرس.. ولكن ينقص أن نجد من يطلب دروسًا فى الألعاب الرياضية.. ما دام بعضهم يطلب دروسًا فى مادة الرسم.. وفى التربية الوطنية وبالطبع فى مادة الدين.
ولا تتعجبوا إذا عرفتم «الآن» لماذا لا يجرى المدرس، أى مدرس، لأى مادة، وراء الحصول على عقد ليعمل بالتدريس فى الدول العربية: السعودية والكويت والامارات وسلطنة عُمان بعد اغلاق التعليم فى ليبيا والعراق والصومال ـ وكانت كلها مناطق جذب للمدرسين المصريين.
<< هل عرفتم سر الاعلانات التى تكثر هذه الأيام أمام السفارات والقنصليات.. وفى الصحف المصرية.. ورحم الله أيام زمان وأيام عز العقد الخارجى للمدرسين!!