محمد عبد العليم داوود
مجرد كلمة- تيران وصنافير والغليان
انفراد الرئيس عبدالفتاح السيسي بقرار جزيرتي تيران وصنافير دون عرض الأمر بكامله بوثائقه وخرائطه من خلال عمل مؤسسي هو الذي أدي إلي حالة غليان أخشي ما أخشاه أن يترك غصة في نفوس المصري تجاه شقيقه السعودي أو في نفس السعودي تجاه شقيقه المصري.. وتزداد الفجوة وتتوارثها الشعوب.. وهذا هو أخطر ما في الموضوع.. وإذا لم يتم الرجوع إلي العمل المؤسسي الذي نظمه الدستور فسيستقر في ذهن الكثير من أبناء الشعب بأن «السيسي» فرط في الجزيرتين حتي لو كان فريقه يحمل كل وثائق وخرائط الدنيا.. فالشعب المصري لم يمنح الحاكم ثقته ليحكمه ببركة النيات وإلا كان ارتضي بتبرير الإخوان بسلامة نية الإعلان الدستوري الاستبدادي. الشعب يريد حاكماً يعمل من خلال دستور ومواد وأحكامه وديباجته.. المؤسسات هي التي تقول كلمتها كما ينص الدستور، فالشعب المصري إذا كان يدفع روحه ودمه فداء أرضه فهو أيضاً الشعب الذي لا يقبل أن يحتفظ بأرض
غير أرضه.
إن مظاهرات الغضب التي خرجت يوم الجمعة ليس مرجعها فقط موضوع الجزيرتين بل إن موضوع الجزيرتين هو الشرارة التي كشفت أن هناك حالات غضب داخل فئات الشعب المصري من أمور كثيرة ارتكبها النظام من خلال قبضته الحديدية التي لا يمكن لشعب حر أن يرتضيها أو يقبل الحكم بها.. فلا يمكن لشعب أن يقبل أبداً بموضوع أساسي لتشكيل برلمانه من خلال مال سياسي مشبوه.. أو يقبل الشعب أن يشارك في حكمه وزراء يتمتعون بما سرقه آباؤهم اللصوص كانوا نجوماً ورموز حكم ما قبل 25 يناير ويأتمرون بأمر جمال مبارك.. ولن يقبل شعب حر أن يتصدر مشهد البلاد رجال أعمال الفساد والمال الأسود الذين كانوا من أسباب قيام ثورة 25 يناير.. ولا يمكن لشعب أن يقبل أن يكون شباب ثورته خلف القضبان ولو لم تكن ثورتهم ما كان أحد من القابعين علي مقاعد الحكم في مكانه الآن.. بل علي أكثر تقدير كان الكبير فيهم يقسم أمام جمال مبارك بتولي مسئولية محافظ للوادي الجديد أو كفر الشيخ أو غيرهما.
..........
حكومتنا ونظامها فقدا كل معاني الاحساس وأصبتهما لعنة تبلد المشاعر وهذا ليس بجديد عليهما فهما ورثة وعاء حكم واحد للبلاد وإن تعددت مسمياته من الاتحاد الاشتراكي وهيئة تحريرهم الي الحزب الوطني الي ائتلاف دعم مصر.. في قضية الشاب الايطالي قالت أم ريجيني إنه قتل كما يقتل المصريون... لهذه الدرجة أصبحنا نحن المصريين مضرب الأمثال.. هل اجتمع النظام بكل وزرائه وحاشيته لدراسة هذا الأمر وكيف وصل أن الشعب أصبح مضرب الامثال علي كيفية الاستهانة بالإنسان.. هل جمع النظام كل المهتمين بقضايا الحريات وحقوق الانسان شرط ألا يكون من بينهم من تلقي تمويلاً أجنبياً من الخارج ليبحث كيف وصل الأمر إلي هذا الحد.. أعتقد انه لم يحدث ولن يحدث فشعبنا قتل بالتعذيب والتنكيل والمبيدات المسرطنة وبالأغذية الفاسدة وفي العبارات الخردة وفي القطارات ودماؤنا تسيل علي الطريق وعلشان خاطر عيونك يا أم ريجيني قمنا بالتصفية الجسدية لشباب تبين أنهم لم يقتلوا «ريجيني».