المساء
محمد فودة
من الواقع - " يد واحدة لا تصفق " الآمال معقودة علي السيسي .. ولكن !
العالم كله يعول علي الرئيس عبدالفتاح السيسي للخروج من حالة الفوضي التي تنتشر في منطقة الشرق الأوسط وتحقيق الاستقرار السياسي وإعادة بناء الاقتصاد المصري.
نعم.. الرئيس السيسي له رؤية طموحة ومتنامية لمستقبل مصر من جهة ومستقبل الأمة العربية وخاصة في البلاد التي تنتابها أعمال عنف إرهابي تحت مسمي "الدين".. ولكن هل الرئيس وحده يستطيع ذلك دون مساندة الشعب له في مصر.. ودون مساندة الدول العربية التي يجب أن تجتمع تحت راية واحدة لمحاربة التطرف التكفيري الذي يجتاح المنطقة. ودون مساعدة فعالة وحاسمة من كل أنحاء العالم الذي يزعجه هذا التطرف. والخوف أن يمتد إليه في أية لحظة.
سوف استعرض هنا ما نشرته صحيفة "وورلد تريبيون" الأمريكية التي عقدت كل هذه الآمال علي الرئيس السيسي.. ثم علينا أن نحكم بعد ذلك إذا كان الرئيس يمكن أن يفعل ذلك بمفرده أم لابد من تعاون دولي صادق لمساعدته.
قالت الصحيفة ما يلي:
* إن جهود الرئيس السيسي الذي يقود شعبا تعداده 90 مليون نسمة والذي يلعب دوراً تقليدياً باعتباره الزعيم المستنير في العالم العربي السني للخروج من حالة الانهيار الذي تعاني منه البلاد منذ أربع سنوات هو أمر بالغ الأهمية ليس لمصر فقط بل للمنطقة بأكملها.
* هناك اعتراف عام في المنطقة بالأهمية الكاملة لمصر وريادتها إلا في المناطق التي تسيطر عليها العناصر الموالية لإيران في دمشق وحزب الله في لبنان وحماس في غزة والحوثيون في اليمن وبشكل متزايد في بغداد.
* إن أهمية مصر تمثلت في اجتماع ثلاثين من قادة دول العالم وعشرات من الشركات المالية وأكثر من ألف مستثمر في شرم الشيخ حيث تعهدت دول الخليج وحدها بـ30 مليار دولار علي شكل قروض واستثمارات.
* السيسي أعد أجندة اقتصادية طموحة.. فقد اطلق عملية حفر قناة السويس ثانية أوسع.. وأعلن عن مشروع عاصمة جديدة.. ودعا إلي تدفق الاستثمارات الأجنبية.
* أما أجندته السياسية فكانت أكثر طموحا. حيث أعلن الحرب علي جماعة الإخوان والجماعات الإسلامية المتطرفة الأخري.. وبالقانون تم سجن نشطاء النظام السابق.
* الرئيس المصري اقترح قيام تحالف عربي ضد تنظيم داعش.. وحين تم ذبح 21 قبطياً علي يد هذا التنظيم في ليبيا وجه لهم ضربات جوية علي الفور.
* لعل أهم مساهمة له في المشهد الحالي هو محاولة الرئيس السيسي الشجاعة التصدي للإرهاب الحالي الذي يتخذ الدين شعاراً له.. وقد طالب رجال الأزهر بإصلاح الفكر الإسلامي.
* تعهد الرئيس السيسي بتحسين أوضاع البلاد حيث إن ثلاثة أرباع المصريين تحت سن 25 سنة وهم بذلك من أكثر السكان شبابا في العالم. وذلك علي الرغم من عدم انتعاش السياحة التي تمثل 4.14 في المائة من عائدات العملة الأجنبية.
وهنا تأتي الصحيفة إلي موقف الولايات المتحدة الأمريكية من مصر.. فبالرغم من حضور جون كيري وزير خارجيتها ممثلا للحكومة الأمريكية مع عدد من الشركات الأمريكية إلا أن الإدارة الأمريكية مازالت تغازل جماعة الإخوان. ومازالت توقف مساعداتها العسكرية لمصر والتي تقدر بـ3.1 مليار دولار لمحاربة الإرهاب. ولذلك قامت مصر بعقد صفقات أسلحة مع فرنسا وروسيا.
إن واشنطن - كما قالت الصحيفة - تخاطر بمحاولاتها ايجاد ترتيبات مع قادة طهران رغم سعيهم للحصول علي أسلحة دمار شامل.
لاشك ان الرئيس السيسي لديه الإرادة السياسية الشديدة لشعبه ولسائر الأمة العربية بل وللعالم كله بقيادته للحرب ضد الإرهاب. وخططه الاقتصادية والسياسية لشعب مصر.. ولكن المثل العربي يقول: "يد واحدة لا تصفق" فليكن شعب مصر في المقدمة أولاً.. ثم باقي الشعوب العربية.. "والله غالب علي أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون".
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف