الرأى للشعب
جيهان عبد الرحمن
كلمة السر.. إسرائيل المذعورة

ونحن فى حالة الجدل والانقسام حول جنسية جزيرتي ثيران وصنافير، ومدى مشروعية الاتفاق المفاجئ المبرم بين الرياض والقاهرة وما ترتب عليه من أثار، واستغلال حمية وغيرة الشباب على ارض مصر وترابها الذي ارتوى بدماء شبابنا من رجال القوات المسلحة دفاعا عنه، وسط هذه الحالة المخيفة المنذرة بالخطر ، هناك حاله أخرى وصفت بحالة ذعر أو تهديد استراتيجي وربما إعلان حرب بسبب تهديد أمن إسرائيل وطريق الملاحة البحري الوحيد أمامها من الجنوب عند مدخل العقبة.

الحالة الإسرائيليه هي الغائب الحاضر فى المشهد المرتبك، ولعلها المفتاح الذي كان يمكن اللجؤ إليه لتهدئة الجانب المستثار من قصة جنسية الجزيرتين، وربما اغفل هذا الجانب عمدا لدواعى استراتيجيه افترضت الرئاسة سريتها أو حتى افترضت فهمها تلقائيا من الشعب، والتسليم بعقيدة الجيش المصري الذي لا يفرط ولا يخون ونضع فيه جميعا كامل ثقتنا.

لكن المؤكد أن سؤ اختيار الزمان والمكان وطريقة الإعلان، كان سببا مباشرا لعدم التركيز فى تعظيم الايجابيات المتحققة والمتوقعة من تسليم الجزيرتين وإقامة الجسر الذي اقلق راحة إسرائيل وهدد أمنها وضرب فلسفتها القائمة على فصل الدول العربية وتقطيع أوصالها فما بالنا بجسر يربط القارتين بريا ويجعل المسافة بين القاهرة والرياض أو القاهرة مكة فقط عشر ساعات لا أكثر ، ويجعل إقامة شعائر العمرة والحج ولا أسهل ولا أرخص.

لم يشاهد المعترضين أن التحالف المصري السعودي الذي عبر عنه الزعيمين سلمان والسيسي بتشابك الايدى فى نهاية زيارة الأيام الخمس فى مطار القاهرة، ردا مباشرا بل ضربا للتحالف التركي الاسرائيلى.

حتما تسليم جزيرتي ثيران وصنافير من اخطر الاتفاقات التي تمس حدود الوطن الذي يراه الإخوان قبضة من تراب عفن ، قد أسيء إدارته من الجانب الرسمي للدولة بل وكان سببا مباشرا لحالة الغضب الشديد التي تتصاعد فى الداخل المصري والتي تجيد استغلالها قوى المعارضة بل وربما قوى الشر التي وصفها الرئيس فى كلمته، ولهذا لم يفترض احد منهم حسن النية ولم يتطرق احد إلى فرضية أن هذا الاتفاق ربما يكون شكليا بين الجانبين السعودي المصري بهدف خنق إسرائيل ولى أذرعتها الممتدة فى منابع النيل وخاصة إثيوبيا التي تهدد حياتنا بسد النهضة وقد قاربت الانتهاء منه دون أن يوقفها احد ومعها مساندة دولية ودعم لوجستى غير محدود.

لماذا لم يتطرق المعارضين إلى الفؤاد العديدة المترقبة من هذا الجسر المزمع إنشاؤه فى سبع سنوات والجزيرتين كما هما لم ينتقلا من مكانهما ، حيث يمر الجسر من منطقة تبوك إلى جزيرة صنا فير، ثم جزيرة ثيران ، ثم إلى منطقة النبق، أقرب نقطة في سيناء. كما إن الجسر سيربط جزيرة تيران بسيناء من خلال نفق بحري، حتى لا يؤثر على حركة الملاحة كما هو معلن.

نأتي إلى "معاهدة كامب ديفيد الموقعة بين إسرائيل ومصر والتي تؤكد حق حرية الملاحة عبر مضيق تيران،وفق المادة الخامسة منها على أن الطرفين مصر وإسرائيل يعتبران مضيق تيران من الممرات المائية الدولية المفتوحة لكل الدول من دون عائق أو إيقاف لحرية الملاحة أو العبور الجوي، كما يحترم الطرفان حق كل منهما في الملاحة والعبور الجوي من والى أراضيه عبر مضيق تيران.

المعاهدة لم تلزم المملكة السعودية بأى شيء ، ثم أن المملكة غير معترفة أصلا بدولة إسرائيل ولا تستطيع مصر وفقا للمعاهدة أقامة أية إنشاءات فى تلك المنطقة أو الاستفادة منها لكن المملكة تستطيع ، ولهذا هرعت إسرائيل المز عوره إلى الشكوى والاحتجاج الدولي ، ونحن بدلا من المناقشة الهادئة المتأنية لكل الجوانب الايجابية والسلبية وتعظيم فكرة إنشاء جسر بري بين البلدين يعتبر إنجازا كبيرا من شأنه دعم الاقتصاد المصري, سواء من خلال التجارة أو السياحة أو فتح طريق جديد للحجاج المصريين ، وتشغيل عماله وتنميه دائمة وتنقيب عن خيرات المنطقة تفرغنا لحالة من الفوران والصراع الداخلي لهثا خلف جنسية الجزيرتين ، والسؤال أيهما أفضل تحالف مصري سعودي يجعل إسرائيل فى حالة زعر وهلع ويقطع أذرعتها فى إفريقيا إضافة إلى تنميه غير محدودة أم بقاء الحال على ما هو عليه؟
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف