المساء
يسرى حسان
أي حاجة - مش ناقصة دكتوروهات !!!!!
كلام قديم كتبته أكثر من مرة. تحملني حضرتك وخذه تاني : "كتبت ديواناً كاملاً في مديح ثورة 25 يناير. وصدر في سلسلة الثورة عن هيئة قصور الثقافة" ورغم ذلك أقول : منها لله الثورة ومنافقو الثورة ولصوص الثورة والمتشعلقون بالثورة.
أعلم أخي المواطن أن أغلب من شاركوا في هذه الثورة العظيمة لم يحصلوا علي أي مكسب. لأنهم ببساطة شاركوا إنطلاقاً من وازعهم الوطني فخرجوا إلي الميادين دون أدني حسابات للمكسب أو الخسارة. وبعد نجاح الثورة تواروا تماماً وعادوا إلي أعمالهم الطبيعية متمثلين قول الشاعر العظيم الراحل فؤاد قاعود:
حطوني يا صحابي في راس الرمح / وصدروني للخطر/ وشدو من جلدي خيمة / تحميكو من هوج الرياح والمطر/ ولو انكسرتو عليا كسرتكو / لكن اذا بدر انتصاركم ظهر / والخطبا وقفو ع المنصة للمديح / ح أشد فرسي من وسط الزحام / وأطلق عنانه للبراح الفسيح.
توراي هؤلاء. لكن الإعلام. المتهافت والتافه والمراهق. انشغل بصناعة قادة مزيفين للثورة. صدعوا أدمغتنا بخطبهم المنبرية السقيمة. بينما كان اللصوص يسرقون الثورة هكذا عيني عينك. في غمرة إنشغال القادة المزيفين بحصد المكاسب والطنطنة الإعلامية الفارغة.
لماذا أقول منها لله الثورة بعد أن أفرطت في مديحها؟ مازلت وسأظل مؤمناً بها وبطهرها ونقائها. لكني أقول منها لله لأنها أتاحت الفرصة لكل من هب ودب ليقول حقي حقي.. كسر حُقك يا عواطلي منك له لها.
ولأن المسئولين في بلادنا مشغولون فقط بالحفاظ علي كراسيهم. فقد استجابوا لجميع المطالب واتحفوا الجهاز الحكومي والمؤسسات الأخري بالآلاف من الحاصلين علي مؤهلات عليا أو درجات الماجستير والدكتوراه. ليس مهماً أن يلتحق كل صاحب مؤهل بوظيفة تناسب تخصصه. المهم أن نوفر له وظيفة وخلاص حتي يسكت ولا يشتمنا علي فيس بوك وتويتر أو يتظاهر ضدنا في الشوارع. لابد من لم الدور وخلاص.. خلصت روحكم يا فشلة!
ولأن المسألة أصبحت حقاً مكتسباً والبلد كلها أصبحت ثواراً شاركوا في الثورة وحملوا أرواحهم علي أكفهم. فلا يمر يوم إلا ويشهد مظاهرة هنا أو هناك لحملة الماجستير والدكتوراه للمطالبة بالتوظيف. ولا تسأل من أين تأتي لهم بالوظيفة التي تناسب تخصصهم.
أغلب حملة هذه الدرجات العلمية متخصصون في جوانب نظرية : النحو والصرف. علم الاجتماع. علم النفس. التاريخ. الفلسفة. أو أي شيء من هذا القبيل.
وأنت إذا فتشت بين هؤلاء عن واحد حصل علي الماجستير أو الدكتوراه في تخصص يحتاجه الوطن الآن فلن تجد.
المؤكد أن هؤلاء الشباب الذين درسوا وتفوقوا وسهروا الليالي حتي يحصلوا علي درجات علمية رفيعة ضحايا ومعذورون. فكيف لحامل درجة علمية رفيعة أن يكون عواطلياً بلا عمل يتيح له الحدود الدنيا من متطلباته كشاب. الذنب ليس ذنبهم بل ذنب سياسة تعليمية فاشلة وفاسدة لا تربط التعليم بسوق العمل. وذنب دولة مصرة علي تجاهل هذه الكارثة فتضطر إلي أن تشيل الليلة وتوظف هؤلاء الشباب لكن الوطن هو الذي يشيل في النهاية ويبدو أنه سيظل يشيل إلي الأبد. لأنه لا مؤشرات إطلاقاً علي أي نية لاصلاح التعليم وربطه بسوق العمل.
علي الدولة أن تكف عن نفاقها ورعبها من مدعي الثورية. أنا مشفق فعلاً علي هؤلاء الشباب لكن هذا قدرهم وقدرنا.
هل ينقصنا المزيد من حملة الماجستير والدكتوراه؟ ثم إن لدينا وزراء من حملة الدكتوراه.. شوف حضرتك بنفسك أداءهم. وتخيل حجم الكوارث التي نجنيها من وراء هؤلاء العباقرة.. يعني الحكاية مش ناقصة!!!!!!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف