المساء
السيد العزاوى
الكلم الطيب - القرآن وألاعيب المعوقين والمشككين !!


المعوقون والمشككون آفة كل عصر.. وهم دائماً يثيرون الاقاويل ويتهربون عندما يضيق عليهم الخناق وحينما.. تتضح أمام الجميع حيلهم الماكرة.. تسمع منهم حججا ومبررات تكشف مكنون صدورهم. تراهم إزاء كل مهمة أو عمل عام يسارعون بإبداء الآراء المناهضة ولا تهمهم سوي مصالحهم أو الفريق الذي ينتمون إليه. وللأسف الشديد فقد ابتليت الأمة الإسلامية والعربية بهؤلاء المعوقين والمشككين ومعهما المنافقون. فقد ظهرت ألاعيبهم بصورة واضحة في فترات متعاقبة وفي أزمان متفاوتة خاصة عندما تتعرض الأمة لمحنة أو ظروف صعبة تؤرق كثيراً من أبناء المجتمع. فئات مضللة صدورهم تعاني من الاحقاد والغل طالما أنهم لا يستفيدون أو يحققون أغراضهم المادية والمعنوية ورغم كل هذه العقبات والعراقيل التي يثيرونها أمام أي عمل عام يفيد الأمة ويعود عليها بالنفع إلا أن النجاح والفوز يكون حليف الأمة وبالتالي تنهار هذه الألاعيب وتذهب أدراج الرياح وهنا تنالهم الحسرة!!
حقيقة أنه منذ فجر الدعوة المحمدية قد طفت علي السطح ألاعيب هؤلاء ورغم أنهم حينما تنكشف حيلهم تراهم يرددون أقوالا تبدو وكأنها ترضي مزاعمهم لكنها تخفي وراءها أحقادهم الدفينة ففي سورة المنافقين قد فضح الله سبحانه وتعالي تلك الاساليب والحيل المكارة يقولون بأقواههم ما ليس في قلوبهم.. يقول ربنا في بداية تلك السورة "إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله والله يعلم إنك لرسوله والله يشهد إن المنافقين لكاذبون" ثم تمضي السورة بآياتها الكريمة توضح الحيل والالاعيب التي يلجأ إليها هؤلاء المنافقون ومعهم أولئك الذين لا تتوافق حركة الاصلاح مع آرائهم وهويتهم التي يعيشون تحت ظلالها ولا يتخلون عن ركابها. يظهرون غير ما يبطنون والله من ورائهم محيط!!
وقد ظهرت هذه الاساليب في كثير من المواقف وتجلت ألاعيب هؤلاء في غزة الاحزاب فقد جاءوا إلي رسول الله يقولون: ان بيوتنا نخاف عليها من السرقة وهذا زعم كاذب لأن هذه البيوت ليست معرضة للسرقة أو سطو اللصوص وهذا الادعاء هدفه الهروب من المعركة. وهؤلاء قد كشفهم الله "قد يعلم الله المعوقين منكم والقائلين لاخوانهم هلم إلينا ولا يأتون البأس إلا قليلا" "الاحزاب: 18" المعوقون يروجون أفكارهم بين القوم ويقولون لإخوانهم وعشيرتهم تعالوا إلي ما نحن فيه من الاقامة في الظلال والثمار. وهذه الأقوال انطلقت من أناس ليس فيهم خير وكل هدفهم الفرار من المعركة وتلك من صفاتهم القبيحة في الجبن والخوف.
هؤلاء المرجفون ومعهم المتشددون والمتطرفون يجيدون الحديث في الترويج لأفكارهم والسامع تغريه أقوالهم ويزعمون انهم يطبقون شرع الله وأولئك المتطرفون يضافون إلي الجبناء المخادعين. المتطرفون يروجون لأفكارهم التكفيرية تقتلون ويدمرون وما يجري من أفعال التنظيمات المتطرفة لا يقرها دين وترفضها القيم السماوية التي جاءت لتنشر الخير والسلام وليس للذبح والاعتداء علي غير المسلمين وإخراجهم من بيوتهم بغير حق.
المتطرفون يسعون في الأرض فساداً وقد اساءوا إلي الإسلام وشوهوا مبادئ هذا الدين الحنيف التي تدعو الناس إلي قيمه بحكمة في القول وموعظة حسنة تنفذ إلي القلوب بالاضافة إلي حوارات بأفضل الاساليب ويتصرف بجذب الناس إلي دين الله. وهذا الدور في الدعوة لا يبغي أصحابه القائمون به الوصول إلي السلطة تحت شعار الدين.. نشر الفضائل وقيم الخير بين الناس هدفهم الاسمي. لكن في هذا العصر رأينا ألاعيب لهؤلاء المتطرفين حيث إن عيونهم تتسلط علي الوصول إلي السلطة بأي شكل ولو علي جثث ودماء الآخرين.. الإسلام دعوة وسطية تعتمد علي تلك الآية الكريمة "لا إكراه في الدين تبين الرشد من الغي فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقي لا انفصام لها" إن المتطرفين يزهقون الأرواح ويدمرون المنشآت تحت شعار الدين. ولاشك أن هذه الاصناف من المنافقين والمتطرفين قد تجاوزا كل الخطوط بأفكارهم المدمرة وعلي العلماء التصدي لهؤلاء وكشف ألاعيبهم ولله الأمر من قبل ومن بعد!!.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف