المساء
حسن حامد
اعقلها - الحرمان في مستشفي حلوان
مجموعة كبيرة من طلبة جامعة حلوان في أكثر من كلية بها حكوا لي معاناتهم مع مستشفي الجامعة التي تحمل اسم مستشفي جامعة حلوان ومدي ما يعانونه في حرمانهم من الحصول علي العلاج. خاصة أدوية العلاج الشهري لأصحاب الأمراض المزمنة كالسكر والضغط وغيره.
الرد الجاهز دائماً لكل من يطلب علاجه الشهري ولا يجده: اشتر الدوا وهات فاتورة. ويذهب الطالب في استجابة من يلدغ من الجحر في المرة الأولي ويشتري العلاج وهناك من يصل علاجه الي أكثر من 500 جنيه كل شهر. يعود بالفاتورة ليقدمها الي المستشفي ولكن لا جدوي.
وتستمر الحياة علي تلك الوتيرة. حيث يذهب الطالب ليشتري العلاج مهما كان ثمنه ويسلم الفاتورة دون أن يحصل علي الفلوس. وكم من أسر لا تتحمل عبء علاج شهري بهذه التكلفة. وحين يصرخ طالب في وجه إدارة المستشفي يكون الرد الجاهز كذلك:المستشفي ما فيهاش دوا.
وروت لي إحدي الطالبات ما حدث حين أصيبت زميلتها بحالة إغماء مفاجئة. حملوها لمسافة طويلة حتي وصلوا بها الي المستشفي ليجدوا بشرا لا علاقة لهم بالطب ولا الرحمة. بل كائنات ثلجية باردة تعاملت مع الرعب والفزع الذي أصاب زميلات الفتاة المغمي عليها بكل أنواع اللامبالاة والبرود. في ظل إمكانيات طبية تكاد تكون منعدمة لجأت خلالها إحدي تلك الكائنات الثلجية الي استخدام وسيلة الضرب المبرح لأنف الفتاة ووجهها لتفيق.
حاولت أنا شخصيا أن أفتح ملف هذا المستشفي وما يعانيه الطلبة من انعدام الخدمات الطبية وفي مقدمتها العلاج الشهري لكني وجدت ان الجميع خائفون. لا يريدون أن أعلن أسماءهم أو أي بيانات عنهم حتي لا يصيبهم انتقام المسئولين عن هذا المستشفي عقابا لهم علي أنهم لجأوا لمن يتحدث باسمهم.
إذن لا طريق سوي أن أخاطب د. عادل العدوي وزير الصحة ليتخذ ما يراه مناسبا لتوفير الأدوية اللازمة لكل المرضي من الطلبة خاصة الذين يتكبدون مشقة توفير ثمن علاجهم شهرياً. وأرجوه أن يقوم بزيارة هذاالمستشفي ليري بنفسه الجدران المتصدعة التي تنذر بكارثة والأرضيات المتهالكة والحفر التي تعرقل السير داخل المستشفي. ويحاسب كل الذين تسببوا في أن يصبح هذا المستشفي بلا أدني إمكانيات وسكتوا علي هذا الوضع.
ولأن الموضوع هام ويتعلق بأسر كثيرة من محدودي الدخل التي لا يعلم بها إلا الله. أطالب المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء بأن يتيح لوزير الصحة من الإمكانيات ما يمكنه من إصلاح ما أفسده المفسدون. لأن الضحية في النهاية هم هؤلاء الذين يرجون رحمة الله في دراستهم ويسهرون الليل من أجل التفوق. وكلي ثقة في استجابة الدولة السريعة لحل هذه المشكلة.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف