الوفد
علاء عريبى
رؤى -تقرير «ستراتفور» عن الجزيرتين
نشر مركز «ستراتفور» الأمريكي للدراسات الاستراتيجية والأمنية، تقريرا عن أزمة جزيرتى تيران وصنافير، اعتمد محرر التقرير فى مجمله حول ما ينشر فى الصحف المصرية، ويذاع فى الميديا، ولم يتضمن معلومات عن وثائق أمريكية توضح السيادة على الجزيرتين، ذكر التقرير ما نشر عن اتفاق مصرى سعودى عام 1948 بحماية القوات المصرية للجزيرتين، وتم بالفعل حتى احتلت إسرائيل الجزيرتين فى عام 1967، واستمر الوضع حتى كامب ديفيد، وقامت قوة لحفظ السلام، معظمها من الجنود الأمريكان، بالاشتراك مع قوات مصرية، بالتمركز منذ عام 1982 على الجزيرتين.
وبعد أن أوضح التقرير أهمية الجسر الذي تم الاتفاق على بنائه للربط بين مصر والسعودية من الناحية الاقتصادية والسياسية، تناول أثر التنازل عن الجزيرتين للمملكة على شعبية الرئيس السيسى، ثم ذكرت فقرة نسبتها إلى مصادر المركز فى القاهرة، وهى أهم فقرة فى التقرير ككل، لأنها تضيف معلومة على قدر كبير من الأهمية، وهى أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة نصح السيسى بعدم التنازل عن الجزيرتين، وتحديدا خلال توقيت زيارة الملك للقاهرة، حيث جاءت الفقرة في التقرير كالتالي: عن مصادر بالقاهرة: "أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة، نصح الرئيس المصري بعدم التنازل عن جزيرتي تيران وصنافير، نظرًا لأن هذا القرار سيضر الكبرياء الوطنية، وسيقلب الشعب عليه، بسبب توقيته المتزامن مع زيارة الملك سلمان بن عبد العزيز، والإعلان عن استثمارات سعودية كبيرة في مصر، ما سيجعل الشعب ينظر إلى القرار بأنه أشبه بالبيع وليس التنازل".
ما يجب أن نعرفه جيدا عن مركز ستراتفور الأمريكى، أنه تأسس عام 1996، ومعظم العاملين به ضباط وموظفون سابقون فى المخابرات الأمريكية CIA، ويعرف على مستوى الإعلاميين والباحثين السياسيين بأنه وكالة الظل، أو وكالة المخابرات الأمريكية فى الظل، وأغلب التقارير التى تنشر بالموقع يحررها محررون مراسلون يتبعون المركز فى العديد من البلدان، ويعتمد فى التقارير على ما ينشر فى الصحف ويذاع فى الميديا، وهو ما يقلل من أهمية التقارير المنشورة على موقعه، لكنه ضمن هذا التقرير يمرر بعض المعلومات التي يحصل عليها مراسلوه من مصادرهم الخاصة.
والذي يعود إلى الموقع لقراءة التقرير، سيكتشف أن 99% من معلوماته منقولة من الصحف المصرية، خاصة الصحف التابعة للدولة، كما أن مضمون التقرير لا يخرج عن وجهة نظر الحكومة فى أزمة الجزيرتين.
وبغض النظر نضع الفقرة الخاصة بنصيحة المجلس الأعلى للقوات المسلحة أمام المسئولين فى الدولة، لكى يوضحوا لنا: هل بالفعل المجلس الأعلى لقوات المسلحة نصح بعدم التنازل عن الجزيرتين؟، هل المعلومات التي نقلها محرر تقرير المركز الأمريكي صحيحة؟، وهل نصح بتأجيل عملية التنازل إلى ما بعد زيارة الملك، أم انه أبدى تخوفه بشكل عام من فكرة التنازل عن الجزيرتين؟.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف