محمد عادل العجمى
م .. الآخر- الدولار وصورة الرئيس
لا يستطيع منصف أن ينكر أن الرئيس عبدالفتاح السيسى يتحرك بخطوات أسرع من واقع عصره، ومن واقع الجهاز الإدارى المترهل، من واقع الحكومة، ومن واقع التحديات الداخلية والخارجية. الرئيس القادم من خلفية مخابراتية، وتربيته تربية أسرة مسلمة مثل السواد الأعظم من الشعب لا تميل للتشدد. يعلم حجم التحديات الخارجية والداخلية، ويعمل بأقصى سرعة من أجل مواجهة هذه التحديات، ومنها أزمات كانت ربما سبباً رئيسياً فى زوال حكم الإخوان، وهى أزمات قطع الكهرباء، ونقص أنابيب البوتاجاز، والبنزين والسولار، والأمن، وتدهور العلاقات الخارجية مع الدول، وقد تغلب السيسى على هذه الأزمات فى وقت قياسى. ويعمل بكل طاقته على التغلب على مشكلة البطالة، بتحريك الاقتصاد وعجلة الإنتاج وتوفير البنية التحتية لجذب المستثمرين، يتحرك الرئيس فى كل الاتجاهات بملفات محددة بفترات زمنية، وقدرة على الإنجاز، وهذا يصب فى صالح مصر قوية وشعب أقوى بما يمتلكه من قدرات، وموارد بشرية.
ولكن ما يهز صورة الرئيس فى الشارع المصرى وتسمعه بأذنيك فى شوارع البسطاء، الذين يمثلون السواد الأعظم من الشعب قصة الدولار، والتى يتم توظيفها بشكل ينال من رصيد الرئيس، ويأكل من إنجازاته، ربما يؤدى فى النهاية إلى الإطاحة به، أو أن يؤدى بشعور الرئيس بالإحباط، خاصة أنه قال فى حواره الأخير مع ممثلى الشعب: «عاملونى بالمثل» فهو يحب مصر، ويعمل من أجلها، ويريد الشعب أن يحب مصر، ويعملون من أجلها. ولكن على الرئيس أن يتذكر أن هناك فئة شاردة، تعتقد أن مصر قطعة أرض وتتنازع على امتلاكها، وحكم من عليها، فلن يلتزموا الصمت، وسوف يظل هؤلاء يلعبون بالمعلومات، والشائعات التى تنطلق من حقيقة، حتى يصدقها الجميع ثم تتحول إلى أكذوبة كبرى. وقصة الدولار تتلخص فى نقص الموارد الدولارية، وعدم تحرك باقى قطاعات الاقتصاد، مع عدم إدارة جيدة للموارد المتاحة من الدولار، مع خلق حالة من الصراع للأسف يقوده بعض المسئولين بالدولة، فيشتعل الحديث والشائعات، وينطق البسطاء «خربها السيسى، الدولار بقى بعشرة جنيه» هم لا يعلمون غير ما يصل إليهم، وللأسف تساهم بعض الفضائيات بجهل أو عن قصد فى تغذية هذا الاتجاه.
التحدى الحقيقى هو تحريك عجلة الاقتصاد لزيادة الموارد الدولارية، وإدارة جيدة للاحتياطى الأجنبى، وعدم خروج محافظ البنك المركزى للحديث للإعلام، وعدم تحدث وزراء الحكومة عن وضع الدولار، واعتماد الرئيس والحكومة والبنك المركزى على جهاز إعلامى قوى ومحترف، فأخطر ما تعانى منه السلطة التنفيذية فى مصر، الفشل الإعلامى.