محمد حبيب
سطور الحرية .. وأصبحت لغوا
لأسباب عديدة توقفت تماما منذ 5 سنوات عن المشاركة مع الأصدقاء والزملاء على شبكات التواصل الاجتماعى خاصة فيس بوك، وخلال الشهور الأخيرة حاولت بقدر الاستطاعة متابعة ما يكتب بشكل عام عن موضوعات شتى دون مشاركة، ورصد الاختلاف والاتفاق والجدل وغيره حول قضايا بعينها، واكتشفت أمورا كثيرة قد تبدلت للأسوأ، ولا أعرف إن كانت هناك صفات جديدة قد طرأت على البعض كما حدث للمجتمع أخيرا، أم أن الحالة المزاجية قد تغيرت.
الغريب أن الجميع لا يتفق فى الرأى على قضية واحدة، ومدى جدواها ونتائجها بل والمغزى الأساسى منها، وتداخلت بعض الموضوعات دون الوصول إلى رأى قاطع رغم الاختلاف، والأغرب إصرار البعض بأن يدلى بدلوه فى قضايا تحتاج إلى متخصصين بشكل دقيق لحاجتها إلى معلومات وخبرات طويلة، والأكثر غرابة الكم الكبير من التهم والتخوين والسب والقذف، بل ووصلت إلى الدخول فى أمور شخصية والأعراض.
يشعر المدون أن ما يكتب مجرد رأى شخصى يتحمس له، ودون أى ضوابط أو اعتبار للقانون، ويرفض أن يحاسب عليه حتى ولو بالعتاب أو الابتسامة أحيانا، ويصر آخر على أن يتعدى باللفظ السيئ على من يرى من وجهة نظره أنه أضره، وأن هذا هو المكان ليحصل على حقه بكلمات يعاقب عليها القانون، أو لخوفه يستخدم عبارات يكشفها ما بين السطور.
تغيرت الآراء وتبدلت وأصبحت لغوا «وقعدة شلت»، وصبت فى منتجع أزمة الأخلاق، ومست المواطن والمجتمع رغم احتفاظ القليل من المدونين على القيم ومخاطبة العقل والموضوعية واحترام الآخرين.