جريدة روزاليوسف
محمد بغدادى
الإعلام وإدارة الأزمة.. وخطاب الرئيس
لم يعد الأمر يحتاج إلى التأجيل.. مازلنا نتخبط إعلامياً.. ومازالت الدولة المصرية مرتبكة فى إدارة الأزمة.. ومازالت مؤسسة الرئاسة تتعامل مع ملفات الدولة المصرية ذات الحساسية المفرطة بطرق لم تعد مستخدمة الآن بما فيها خطابات السيد الرئيس.. الذى نثق تماما فى رؤيته للأمور بوضوح.. ونثق فى إرادته السياسية التى تستهدف مستقبلا يليق بمصر ومكانتها على المستوى العربى والإقليمى والدولى.. ولا أحد يستطيع أن يشكك فى إخلاصه لوطنه وحرصه عليه.. كل ذلك معروف لدى كل مصرى ووطنى.. ممن ليست لديهم أجندات خاصة.. ولكن ليس عيبا أن يكون هناك فريق عمل متخصص فى كتابة خطابات الرئيس.. وما عليه إلا أن يضع الخطوط العريضة لمضمون رسالته أو محتوى خطابه الذى يريد أن يلقيه.. ولا بد أن يحدد سيادة الرئيس مع فريق العمل.. الجمهور المستهدف بهذا الخطاب.. هل هو موجه للشعب المصرى أم إلى العالم كله.. ومن هنا يتم تحديد المحتوى السياسى لرسالته إلى العالم.. وكل المؤسسات الرئاسية فى العالم أجمع.. تتبع هذا الإجراء.. وهذا ليس فيه انتقاص من قدر أى رئيس لأى دولة.. فصياغة خطابات الرؤساء لها ضوابط يضعها الرئيس بنفسه.. وهو غير منفعل أو مفعم بمشاعر إنسانية جياشة.. ويتولى فريق العمل المتخصص فى صياغة خطاب الرئيس باحترافية.. فكل كلمة تخرج من فم الرئيس توزن بميزان الذهب الحساس.. إنها كلمات رؤساء وزعماء وملوك.. وقديما قالوا كلام الملوك لا يرد.. ونحن ننشد الكمال لرئيسنا.. نحن أبناء مصر.. ورئيسها فى مقام الأب للأمة المصرية.. ولا أحد يرتضى أن ينتقد أبيه من أى جهة أو أى مذيع (من نجوم التوك شو) كائناً من كان.. رغم أنهم هم المدعوون دائما فى كل (حوارات الرئيس المجتمعية).. وكأن مصر خلت من رجالها وقياداتها الإعلامية إلا هم.. وغيرتنا على رئيس دولتنا ورئيس مصر تحتم علينا أن نقول ذلك للسيد الرئيس إيمانا منا بدور مصر الذى كان رياديا فى كل الميادين.. لحقب طويلة من التاريخ القديم والمعاصر.. ونحن نتحدث هنا عن أبجديات مؤسسات الرئاسة فى كل الدول.. فكل رؤساء العالم يكون أمامهم خطاب مكتوب بعناية شديدة.. كل حرف فيه تم اختباره بدقة معنى ومضمونا.. جرسا موسيقيا ولغويا.. وإيقاعا صوتيا.. إنه علم الصياغة والإلقاء.. وليس عيبا أن رئيس أى دولة من رجالات السياسة المخضرمين ألا يكون خطيبا مفوها.. فهذه ليست وظيفته إنها وظيفة فريق العمل الذى عليه أن يكتب للرئيس خطابا يتضمن نصا محكما.. ومصاغًا صياغة حكيمة.. وكل لفظ فيه مكتوب بلغة حميمية مما يحبها الرئيس ويرغب فيها لأنها قريبة إلى لغة الشعب التى يفهمها ويحبها البسطاء.. وقد تعودت الشعوب على أن لكل رئيس فى العالم حرية الخروج عن النص المكتوب.. والخروج عن النص أيضا له حساباته الخاصة.. نحن نريد لدولتنا كل الخير ولرئيسها الكمال الأمثل.. والوطنية المصرية تملى علينا جميعا أن نقول ذلك للرئيس. وقد أشار الرئيس فى ذات الخطاب إلى الإعلام الرسمى والخاص.. وانتقد الأداء الإعلامى مؤكدا أننا نخسر بعض القضايا الدولية بسبب سوء الأداء الإعلامى.. ولكن قبل ان ننتقد الإعلام.. وقد انتقدناه هنا فى هذه الزاوية ثلاث مرات متتالية.. المرة الأولى تحت عنوان: «إعلامنا المحتل والمخترق».. ومرة أخرى تحت عنوان: «إعـلامنـا الخاص والعام».. ومرة ثالثة تحت عنوان: «مأساة الإعلام.. بين محلب والسيسي».. وفى كل مرة لا نلقى آذان مصغية ولا حياة لمن تنادى.. ولكننا لن نيأس.. ومرة أخرى نقول للسيد الرئيس ولرئيس الوزراء: لا سبيل للدولة المصرية للإعلان عن سياستها وتحسين صورتها فى الداخل والخارج إلا بإقامة منظومة الإعلام الرسمي للدولة المصرية.. وتعمل بتنسيق كامل مع كل أجهزة الدولة وفق المعايير العلمية والمهنية والاحترافية.. وفق الاستراتيجية موحدة.. تعمل فى محيط أربع دوائر إعلامية: (1) دائرة محلية وتقسم جغرافيا وعمرى أو مستوى تعليمي وثقافى.. (2) ودائرة عربية. (3) دائرة إقليمية. (4) دائرة دولية.. ولكل دائرة لها خطاب إعلامي ورسالة إعلامية ومحتوى إعلامي مختلف عن الآخر.. تتعاون فى صياغة المحتوى الإعلامي لكل منها الجهات المختصة متمثلة فى: وزارة الإعلام.. هيئة الاستعلامات.. وزارة الخارجية.. وزارة الثقافة ــ قطاع العلاقات الثقافية الخارجية.. وعلى الحكومة أن تضخ الأموال اللازمة لذلك من أجل سمعة مصر.. وتمنح حرية تامة لهذه القناة فى تحقيق رسالتها الإعلامية.. ونحن لن نخترع العجلة من جديد وهناك دراسات مستمدة من خبرات أساتذة وعلماء وخبراء فى الإعلام.. إن أردتم وضعناها تحت تصرفكم لوضع سياسة إعلامية جادة لمنظومة الإعلام الرسمى للدولة وهذه المنظومة ستكون هى المنوط بها تبنى سياسة الدولة والترويج لها وتحسين صورة مصر فى الخارج.. أما إدارة الأزمة فللحديث بقية. -
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف