عصام العبيدى
إشراقات -شياطين.. قصر العينى!
< بالمصادفة البحتة، مررت بقصر العينى المجانى.. ففوجئت بأشخاص يفرشون البطاطين على الأرض.. وينامون فى الطرقات.. وعندما تسير لا بد أن تأخذ حذرك.. حتى لا تدوس بأقدامك عليهم!!
* للوهلة الأولى.. تخيلت أنهم أهالى مرضى موجودون داخل العنابر ومرافقون لهم.. ولكنى فوجئت بمحاليل معلقة فى مسامير.. تم دقها فى حوائط الطرقات.. والطرف الآخر مغروس فى أيديهم لعلاج هؤلاء البؤساء.. فأدركت أنهم مرضى لم يجدوا لهم أسِرة داخل العنابر.. فافترشوا الأرض فى الطرقات.. من قلة الإمكانيات!!
كل ذلك بالتأكيد رآه السفير السعودى بمصر أحمد القطان.. الذى يداوم على زيارة قصر العينى، كما صرح بذلك الدكتور جابر نصار، رئيس جامعة القاهرة..والشىء الأكيد أن السفير نقل هذه المشاهد المؤلمة إلى دولته.. فكان قرار خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بتخصيص مبلغ 120 مليون دولار كقرض حسن لقصر العينى.. يسدد على 20 عاماً بفترة سماح خمسة أعوام.. يعنى قرضاً ميسراً بشروط وﻻ فى الأحلام.. وهو كاف لتحويل قصر العينى إلى مستشفى أوروبى!
< واليوم.. يأتى مجموعة من المشاغبين.. ليحطموا اللوحة التذكارية لتطوير قصر العينى.. بمبلغ تجاوز المليار ومائة مليون جنيه مصرى.. ستدفعها المملكة العربية السعودية.. لعلاج ملايين الفقراء فى مصر.. والقضاء على الأزمات المالية الطاحنة.. التى يواجهها قصر العينى.. والتى جعلت بعض الأقسام كالعظام تتوقف عن إجراء العمليات به.. لقلة الإمكانيات المادية!!
< بالله عليكم.. شوفتم قلة دين.. وانعدام ضمير.. زى كده؟!
صحيح أن الدكتور نصار قال إن سيارة.. هدمت النصب بطريق الخطأ.. لكن الحقيقة أن ذلك لم يحدث.. لأن من حطموا اللوحة نشروا ذلك على صفحات الفيس بوك.. بل أعلنوا افتخارهم بذلك.. واعتبروها نوعاً من البطولة والكرامة.. التى ترفض أى خير يأتى من المملكة.. حتى لو كان لخدمة أكثر من 2 مليون مريض.. يرتادون المستشفى لتلقى العلاج سنوياً.
والسؤال الخطير هنا: ماذا لو غضبت حكومة المملكة.. من تصرفات هؤلاء الشياطين غير الآدمية.. وقررت حجب القرض؟!
ألا يعنى ذلك بقاء الخراب فى قصر العينى كما هو.. وبقاء المرضى الذين يفترشون الطرقات.. والأطباء الذين يعجزون عن إجراء العمليات.. هل هذا ما يريده شياطين القصر؟!
< اللهم بحق الفقراء.. الذين رأيتهم ينامون فى الطرقات.. انتقم من كل حاقد جاهل.. يمنع الخير عن أهل بلده!!