أحال جهاز حماية المستهلك 6 قنوات فضائية للنيابة.. بتهمة الترويج لمنتجات طبية تدعي قدرتها علي علاج عدد من الأمراض علي غير الحقيقة.. وهي قنوات: كايرو سينما، ومجموعة قنوات تايم وهي: تايم أكشن، تايم سينما، تايم اخترنا لك، تايم كوميدي، وتايم تاكسي.. صرح بذلك اللواء عاطف يعقوب، رئيس جهاز حماية المستهلك.
وبذلك تبدأ عملية تفعيل جهاز حماية المستهلك، ليؤدي دوره.. كما يحدث في الدول المتقدمة.. وكان علي الجهاز أن يشرح للناس- أيضاً- بعض هذه التهم.. وربما، لأن الجهاز حتي الآن يرعي الأخلاق العامة.. فإن بعض هذه الاعلانات- في هذه القنوات وغيرها- تتحدث عن مواد تطيل قدرة الممارسة الجنسية.. بل وتطيل «كل شيء».. وهذه جريمة شديدة الخطورة.. لأن ذلك يمكن أن يؤدي إلي كوارث لجسم الإنسان.. وأعضائه.
<< والمؤلم أن بعض «هذه المواد» تتحدث عن معالجة أمراض انتشرت بين المصريين في السنوات الأخيرة، منها أمراض فيروس سي، وأمراض الكبد والكُلي والمسالك البولية.. وكذلك أمراض السكر وضغط الدم.. والجهاز الهضمي.. وإذا كان بعضها يقوم علي استغلال بعض الأعشاب والنباتات الطبية المشهورة.. وهذه لا أضرار منها إلا انها يمكن أن تؤذي مناطق أخري في جسم الإنسان.. أي تعالج شيئاً.. ولكن تؤذي أشياء أكثر وربما أخطر.. ثم نجد من هذه المواد ما يتحدث الذين يروجون لها عن توصيلها للمنازل.. يعني دليفري! وإذا اشتريت علبتين.. لك علبة ثالثة.. مجاناً!
<< ولقد انتشرت في مصر عمليات وجود مواد يطلق عليها مكملات غذائية، يعني توفر ما ليس موجوداً من فيتامينات فيما يأكل الناس ونجد أن نصف «الروشتات» التي يكتبها الطبيب هي من هذه المواد المكملة للأغذية.. وهذه لها أعباؤها المالية علي المريض الذي يدفع عن طيب خاطر، لأنه ينظر لها كعلاج.. «وقد» لا تكون كذلك.. ونعلم هنا أنهم في الخارج لا يوافقون علي تسويق أي دواء إلا بعد سنوات عديدة من التجارب، علي الحيوانات.. ثم الإنسان.. وهذه الشركات تعتمد علي ظاهرة أن ليس كل مريض قادرًا علي قراءة النشرة الطبية داخل علب هذه المواد.
<< والمشكلة ليست فقط في هذه المواد.. بل ان الغش التجاري- في هذه الاعلانات- وصل إلي حد ذكر معلومات غير دقيقة حتي في السيارات، ويكفي أن تعرف أن المصري يحلم بالسيارة في زمن يعاني فيه المصري من سوء عمليات نقل الركاب مع سائقي الميني باص والتوك توك.. والموتوسيكلات.. ولهذه الأسباب أصبحت مصر من أهم الأسواق التي تجد فيها سيارات من بلاد لم تكن في الماضي من منتجي السيارات القوية المعروفة.. ولذلك في شوارع مصر تجد أنواعاً من السيارات، يقال ان بعض أجزائها الحيوية مصنوعة من الفايبر جلاس.. أو البلاستيك.. وقد تكون مافيا السيارات «المستوردة.. والتي تتولي تجميعها داخل مصر» قد تكون وراء هذه.. أو تلك، وربما ذلك من أسباب ارتفاع حوادث السيارات.. ويكفي أن نجد في أسواقنا قطع غيار سيارات درجة عاشرة.. وليست أصلية وبالذات تيل الفرامل أو السيور.. كما نجد زيوت سيارات ليست كما يجب.
<< وياسلام لو امتد نشاط جهاز حماية المستهلك عندنا إلي كل ما يباع ويشتري.. حتي يعرف الناس الصالح من الطالح وحتي يشتري المصري وهو مطمئن تماماً إلي ما يشتريه.
وإذا كان ذلك مطلوباً.. فماذا عن غش المعلومات والأخبار.. وما يتلقاه الإنسان كل لحظة علي شاشات التليفزيون.
<< شكراً جهاز حماية المستهلك.. ولكننا نطمع في المزيد.. حتي نواجه عصابات المافيا، التي تتزايد.. وتتحكم فيما نأكل ونلبس ونركب.. بل ما نشاهد!