فتحى حبيب
اللهم بلغت- حلايب وشلاتين
ليس هناك مفاجأة في أن تجدد حكومة السودان مزاعمها حول حلايب وشلاتين بأنهما أراض سودانية.. فهي في الحقيقة لم تتوقف عن ترديد تلك المزاعم الباطلة والتي كانت مصر في أحيان كثيرة لاتهتم بالرد عليها حرصا علي العلاقات مع الشعب السوداني الشقيق وحتي لايستغل هواة الصيد في الماء العكر ذلك في تسميم العلاقات بين البلدين.. واكتفت مصر بالتأكيد ان الاقليمين واقعان بالفعل تحت السيادة المصرية..ولتفعل حكومة السودان ما تشاء بعد ذلك من أجل تحقيق مكاسب داخلية.. فهذا شأنها!!
ولم تسمح مصر الكبيرة لهذه النقطة بأن تعكر صفو العلاقات بين البلدين معتبرة ان السودان لديه من المشاكل ما يكفيه.
لكن الغريب ألا يقدر حكام الخرطوم تلك اللمسة فنجدهم يستغلون قرار مصر باعادة جزيرتي صنافير وتيران إلي السعودية ويعيدون إثارة قضية حلايب وشلاتين من جديد.. ولا أعرف ما الرابط بين هذه وتلك سوي محاولة مسئولي السودان اثارة القلاقل بين الشعبين.
للأسف حكام الخرطوم يعلمون علم اليقين أن حلايب وشلاتين أرض مصرية.. ولو كانت سودانية لتنازلت عنها مصر عندما انفصل عنها السودان بمقتضي استفتاء عام 1955 الذي جعل السودان دولة مستقلة في الأول من يناير عام 1956 ولم تطالب السودان وقتها بالاقليمين ولم تتخل عنهما مصر.
لكن الوضع يختلف مع صنافير وتيران.. فالثابت من المراجع التي يعتد بها وشهادات كبار الدبلوماسيين والمؤرخين والصحفيين انهما كانتا أمانة استودعتهما السعودية لدي مصر بعد حرب فلسطين لوجودهما علي خط مواجهة بين السعودية واسرائيل وكان ذلك عام .1950
وعندما طلب صاحب الامانة أمانته ردتها إليه مصر فهل تستحق مصر اللوم من هواه إثارة الفتنة وقوي الشر وأن تسعي حكومة السودان إلي استغلال القضية رغم أن حلايب وشلاتين مصريتان بالكامل بالتاريخ والجغرافيا والعقل والمنطق.
إن المؤامرة علي مصر اصبحت واضحة ويغض عنها البصر فقط أعداء الوطن وقوي الشر التي أفزعها عودة مصر السيسي قوية أبية شامخة وزيارات ملوك ورؤساء العالم لها اكبر دليل.
وزير الخارجية القطري زار السودان سراً مؤخراً والتقي البشير وبعض المسئولين واتفقا علي تصعيد السودان مطالبها للحصول علي حلايب وشلاتين لإثارة الرأي العام في مصر .. ولايخفي علي أحد انحياز قطر ودعمها لإثيوبيا في مباحثات سد النهضة والارهاب علي مصر.
إن الشعب المصري يثق في أن الرئيس السيسي والقوات المسلحة الباسلة لن يفرطوا في " حبة رمل" من ارض مصر.
محاولات الوقيعة واثارة الرأي العام من قوي الشر.. مصيرها الفشل ومكانها الطبيعي سلات القمامة.