الجمهورية
السيد البابلى
رأي - انسحاب موسي .. وكارثة ال 30 ألف مدرس!!
قلت للسياسي المخضرم عمرو موسي: لماذا قررت الانسحاب من خوض الانتخابات البرلمانية؟!
أجاب الرجل.. وأنا أنقل كلماته. كما هي دون حذف أو تعديل: "أنا شايف الجو فيه الكثير من القيل والقال. والكلام الخارج عن الحدود. والاتهامات بأنني أريد أن أكون رئيس مجلس النواب".
وأضاف موسي: "هذه المفاهيم تزعل. جعلوا الطموح عيباً وسُبَّة.. ولأنني لا أريد أن أكون.. جزءاً من هذا العك. فقد قررت أن أخرج عن هذا المنظر العام.. وسأكون متابعاً. ولي رأيي أعبر عنه. ولكن بعيداً عن هذا الجو الذي كثرت فيه الشتائم والسباب. والذي لا يتناسب معي".
ولم أجد ما أعلق به علي السيد عمرو موسي. القيمة. والقامة الدبلوماسية المصرية. الذي يمثل وجودها في مجلس النواب إثراءً لهذا المجلس.
فالواقع الذي يتحدث عنه عمرو موسي مؤلم ومحبط. فالساحة الآن مليئة بالعديد من الانتهازيين والحنجوريين الذين احتلوا خشبة المسرح. وأطلقوا سهام الهدم والتشويه والتجريح في وجه كل خصومهم. ووضعوا كل العراقيل أمام مَن يعتقدون أنه يمثل تهديداً لهم ولمصالحهم وتطلعاتهم.
وما أسهل إلصاق التهم في هذا الزمان. فإن لم تنجح صفة الفلول. فالصفة الأخري الجاهزة إخوان. وإن فشلت الإخوان. فطابور خامس.. وسادس وسابع.. فالحقيبة مليئة بالمفاجآت.. وما أسهل الاغتيال الأدبي في مجتمع ضاعت فيه معالم الحقيقة لأن إعلامه مازال غائباً عن الوعي والفكر.
وعُذراً عمرو موسي.. فقد جاءت كلماتك مؤثرة. ولكنها موجعة. لأنها زادت من تعميق جروحنا.
* * *
وبعيداً عن المشهد السياسي واختلاط الأوراق والمفاهيم. فإننا أمام قضية بالغة الخطورة. تتعلق بالتعليم والمعلم.
فاليوم سيتم الإعلان عن نتائج اختبارات سابقة ال30 ألف مدرس. في وظائف مدرس مساعد. أو إخصائي مساعد.
وتعيين 30 ألف مدرس علي هذا النحو من الاختبارات التي تمت بطريقة غير علمية. وغير تربوية. ستعني أنه سيكون لدينا 30 ألف مدرس غير مؤهلين بشكل صحيح للتدريس. وأن بعضهم أقدم علي اقتحام هذا المجال لأنه لم يجد وظيفة أخري. فقرر أن يتقدم للاختبارات. ولعل وعسي!!
وليست هذه هي الطريقة المثلي لاختيار المعلمين. ولن يكون هؤلاء الذين تم اختيارهم إلا عبئاً مالياً علي وزارة التربية والتعليم أكثر من كونهم يمثلون إضافة للعملية التعليمية التربوية السليمة التي تأخذ في الاعتبار أن المرحلة الابتدائية هي أهم المراحل التعليمية.
وإذا ما استمرت خطوات الاختيار. والتعيين قائمة بنفس الطريقة. ولم يعد هناك مجال للتراجع. فإننا نأمل أن يتم إلحاق ال30 ألف مدرس. الذين سيتم اختيارهم في دورات دراسية وتأهيلية مكثفة. إلي أن يحين العام الدراسي القادم. وحتي يمكن أن يكونوا قد استوعبوا معني ومتطلبات وأساسيات مهنة التدريس. وما أعظمها من مهنة.
* * *
وحقوق الأطفال مازالت تُنتهك. تحت بصر وسمع جمعيات الهوانم النسائية. ومجالس رعاية الأطفال القومية.
فعلي طريق القاهرة/ العاشر من رمضان. انقلبت سيارة ربع نقل قبل عدة أيام وتسبب ذلك في مصرع طفلة. وإصابة 19 طفلاً آخرين. كانوا في طريقهم للعمل باليومية في مزرعة موالح!!
ولم يكن الحادث غريباً أو مفاجئاً. فالمقاول الذي تسند إليه هذه الأعمال يقوم "بشحن" الأطفال بالعشرات في سيارات نصف نقل. ويدفع بهم إلي العمل الشاق لساعات طويلة. ويمنحهم ملاليم قليلة. ودون أي ضمانات صحية أو اجتماعية. ودون أن يكون هناك من يستوقف هذه السيارات ليسأل أو يتساءل عن الجهة التي سيذهبون إليها. ويمنع طريقة وأسلوب نقلهم علي هذا النحو!!
إننا لا نستنكر فقط أن يتم الزج بالأبرياء من الأطفال في سوق العمل. ولكننا نرفض أيضاً الطريقة اللاآدمية التي يتم بها نقل الأطفال بهذا الشكل. وعلي سيارات لا يفرق قائدها بين حمولتها من البني آدميين أو حمولتها من ال!!
إنها مأساة تعبر عن مجتمع بالغ القسوة. وإن كان قد انتفض من أجل "كلب"!!
* * *
وقبل أن يبدأ العمل في العاصمة الإدارية الجديدة فإن أسعار الأراضي والوحدات السكنية في مدن بدر والعاشر من رمضان وهليوبوليس والشروق ومدينتي والرحاب. وهي المدن القريبة من الموقع المحدد للعاصمة الجديدة. بدأت تشهد ارتفاعاً كبيراً. وتوقفت تقريباً حركة البيع في انتظار بدء العمل. ومعه الرواج والانتعاش. وناس اشترت أراض بملاليم. وسوف تبيعها بملايين.. ودُنيا حظوظ!!
* * *
أما المؤلم حقاً. والمثير لكل أنواع الغيظ والغضب. فهو هذه "السفالة" و"الوقاحة" التي تظهر علي شكل إعلانات مستفزة في قنوات خاصة.
وشريط الإعلانات المصاحب لبرامج وفقرات هذه القنوات مليء بكل أنواع الإعلانات الخادشة للحياء والتي تمثل خروجاً عن كل آداب وأخلاق وتقاليد مجتمعاتنا. والتي لا تعني إلا انحلالاً في منظومة القيم. وغزواً منظماً ومتعمداً لنشر الجنس والرذيلة بأقبح وأسوأ معانيها.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف