التحرير
محمد الخولى
لماذا يصر رئيس مجلس النواب على أن «يستعمينا»؟!
قد يعتبر السيد رئيس مجلس النواب، الدكتور علي عبدالعال، أن هذه الكلمات نقد لا يليق كتابته عن المجلس، وأن كاتب هذه الكلمات ما هو إلا ممن «يستخدمون الحرية فى تشويه وهدم صورة المؤسسات المنتخبة»، والجملة التي بين القوسين مقتبسة من بيان رئيس مجلس النواب صباح اليوم، 18 أبريل.

المجلس كله غاضب من تعرض وسائل الإعلام، أو بعضها، للمجلس بالتجريح والإهانة، وأصدر رئيس المجلس بيانا يرد على تلك الوسائل الهدامة.

يصر رئيس المجلس على التعامل معنا باعتبار أننا لا نسمع ولا نرى، أو أننا طلبة أمامه في مدرج كلية الحقوق نوافقه على كل ما يقوله ولا نناقشه ولا نرد عليه.

عدّد رئيس المجلس مميزات برلمان 30 يونيو، فقال في لحظة حماس، أو هكذا ظننت، إن البرلمان الحالي أفضل من برلمان (2005-2010)، إلا أن عبد العال أكدها في بيانه الذي أصدره ردًّا على انتقادات الإعلام.

جاء في البيان مقارنة بين برلمان 2005 وبرلمان 2016، ولمزيد من التعالي قارن رئيس المجلس بين الفصل التشريعي الكامل لبرلمان (2005-2010) وبين أول 100 يوم من المجلس الحالي، فجاء بالبيان إن "مجلس الشعب فى الفصل التشريعى التاسع (2005/2010) وكان من أنشط المجالس تشريعيا أقر (248) قانونا مجموع موادها (819) مادة طوال الفصل التشريعى"، بينما "قام المجلس الحالي فى بداية عمله بعرض ومناقشة (342) قرارًا بقانون صدرت فى المرحلة الانتقالية فى غيبة مجلس النواب".

قالها عبد العال على المنصة، وذكرها في بيان رسمي، فهو إذ يقصدها ويصر عليها!

قالها دون أن يسأل نفسه؛ هل فعلا راجع المجلس القوانين التي صدرت في غيبة المجلس، أم أنها فقط مررتها؟

قالها رئيس المجلس دون أن يقف للحظات ويسأل؛ هل فعلا صنعنا إنجازا؟

هذه بعض مما جاء في الصحف قبل تمرير تلك القوانين، وبعدها ربما يراجع رئيس المجلس نفسه:



بالتأكيد يعرف رئيس المجلس أن تلك القوانين كلها مُرِّرت في أربعة أيام فقط، ولو جلس النواب لقراءة موادها فقط، دون مناقشتها فإن هذه الأيام الأربعة لن تكفي.

ربما يعتمد رئيس المجلس على أن لدينا ذاكرة ضعيفة، لكن ما لم يعرفه رئيس المجلس أننا نتابع ما يحدث داخل هذا المجلس جيدًا، لأن هذا ببساطة مهمتنا.
على أية حال؛ لماذا لا يقر رئيس مجلس النواب بأزمة المجلس، حتى يستطيع على الأقل معالجة ذلك في المستقبل؟

لا بد أن يعي رئيس المجلس أنه رئيس لمجموعة من النواب يبحثون عن الخناقات أكثر من بحثهم عن آليات العمل البرلماني الحقيقية، وأن رئيس المجلس نفسه مشغول هو الآخر بالخناقات وأن طريقة إدارته للمجلس تزيد من التوتر داخل القاعة، وإن كان غاضبًا اليوم من أن هناك برامج أو صحفا أو مواقع تنقل أخبارا غير حقيقية عن المجلس، فعليه أن يعرف أنه شخصيا هو المسئول، لأنه صاحب قرار وقف البث المباشر لجلسات المجلس، فإن لم يكن لديه شيء يخفيه فلماذا لا يعيد بث الجلسات ليرى جموع الناس ما ينجزه النواب في الجلسات، أم أن رئيس المجلس يتعامل مع المواطنين/ الناخبين كستار يختفي خلفهم عندما يريد، وإلا لماذا يذكرنا رئيس المجلس في بيانه بأنه "لا يجب علينا أن ننسى أن النواب تحت هذه القبة ليسوا ممثلين لأشخاصهم، إنما ممثلون لمجموع الناخبين الذين انتخبوهم، وأن إهانة المجلس أو الحط من كرامته أو كرامة أعضائه إنما هو فى حقيقته إهانة لسيادة الشعب ولمجموع الناخبين الذين أتوا بالنواب إلى مقاعدهم".

أليس هؤلاء الناخبون الذين أوجدوا هؤلاء النواب تحت القبة من حقهم رؤية نوابهم؟ ولماذا لا يعتبر رئيس المجلس أن منع الناخبين من الاطلاع بشفافية على ما يحدث داخل المجلس إهانة لهؤلاء الناخبين؟

بيان رئيس مجلس النواب تحدث عن إنجازات أخرى، منها كما جاء بالبيان "شهدت أروقة المجلس زيارة (5) رؤساء جمهورية للبرلمان فى سابقة لم يشهدها من قبل وهم رؤساء الصين، توجو، مقدونيا، السعودية، فرنسا، كما استقبل البرلمان رئيسي مجلسي النواب الأمريكى، والدوما الروسى".
في الحقيقة لا أعرف ما الإنجاز في أن يزور المجلس (5) رؤساء جمهورية؟

ولماذا يعتبرها رئيس المجلس سابقة لم يشهدها من قبل؟ وبنفس المنطق لماذا يعتبر عبد العال أن زيارتي رئيس مجلس النواب الأمريكى، والدوما الروسى، إنجاز من إنجازاته؟

لا أعرف لماذا ترددت في أذني الجملة الشهير لجوزيف جوبلز -وزير الدعاية للنازية الألمانية فى عهد أدولف هتلر- "اِكذب ثم اكذب حتى يصدقك الناس" وأنا أقرأ بيان رئيس مجلس النواب علي عبد العال، بينما يرد علي جوبلز، رئيس وزراء بريطانيا ونستون تشرشل بأن «الحقيقة غالية جدا، ولذا يجب أن نحميها بجيوش من الأكاذيب».
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف