نعم.. حمدي النحاس ثم الكورة والملاعب.. فهو صاحب الفكرة وهو منفذها وهو سبب نجاحها وهو الذي مرض ومات خوفا عليها.. لقد عاصرت مولد هذه المجلة في أوائل السبعينيات حينما تقدم حمدي النحاس واحد من خير من عمل في النقد الرياضي كفاءة وخلقا تقدم حمدي النحاس بالمشروع كتابة للمرحوم عبدالمنعم الصاوي رئيس مجلس إدارة دار التحرير.. وكانت المفاجأة للجميع مدي الترحيب ولا أقول الموافقة علي الفكرة.. كانت مفاجأة للجميع ما عدا كاتب هذه السطور الذي زامل المرحوم عبدالمنعم الصاوي في بداية عملي في جريدة "المصري" لمدة ثلاث سنوات.. وربما تكون مفاجأة للقراء الآن حينما أقول لهم إن عبدالمنعم الصاوي عمل بالنقد الرياضي في بداية حياته الصحفية مرغما مثل كاتب هذه السطور.. وهذه قصة.
كان "الطالب" عبدالمنعم الصاوي في مدرسة طنطا الثانوية شعلة وطنية قاد مظاهرات وتم فصله أكثر من مرة.. ثم يستمر في جهاده من أجل بلده في جامعة فؤاد الأول بنفس الطريقة.. وعندما تخرج عمل صحفيا مبتدئا بمجلة روز اليوسف حينما كانت "روز اليوسف" بحق.. مجلة معارضة تباع خلال دوران المطبعة!!! وجد الصاوي نفسه علي صفحات وفي سطور هذه المجلة التي كانت تضم كبار صحفيي مصر.. كتب الصاوي مقالات نقد لاذع ضد "الطفل" الذي أصبح سفير مصر في لندن لأنه صديق الملك فاروق!! اسمه عبدالفتاح باشا عمرو.
لاعب الاسكواش العالمي!!! تقرر القبض علي هذا الصحفي الصغير.. هرب الصاوي ضمن وفد سياحي بجوار سفر جماعي إلي بيروت ثم سافر إلي لندن يتحدي أكبر رأس في البلد علي رأي المرحوم العقاد اضطرت السيدة روز اليوسف أن توقف مرتبه الذي كانت ترسله عن طريق البنوك.. فاتصل الصاوي بالمرحوم محمود أبوالفتح صاحب أكبر جريدة توزيعا وإعلانات الذي رحب به فورا بضعف مرتبه.. ومن باب رد الجميل بدأ الصاوي يرسل لا أقول "الوصف التفصيلي" لأبطال مصر في مسابقة عبور المانش حسن عبدالرحيم ومرعي حسن حماد وغيرهما. لا أقول "الوصف".. بل قل "القصص المشوقة" لهذه المسابقات.. ولعلني "سرقت" منه هذه الفكرة في عملي مع زملائي في الرياضة أيضا.. الناس تحب القصص حتي أن عمال مطبعة "المصري" كانوا يعملون بروفات علي صفحات الصاوي ويقرأونها قبل طباعة الجريدة!!! كانت قصصا تشدك إلي آخر سطر.. والصاوي هو صاحب فكرة سباق النيل الدولي الذي نظمته جريدة "المصري" لمدة عامين في البداية.. في نفس الوقت كان محمود عبدالكريم يفوز ببطولة العالم في الاسكواش بلندن أيضا.. قصص أخري.
هذه كانت البداية الصحفية لعبدالمنعم الصاوي.. مرغما!! تماما مثل بدايتي الصحفية.. مرغما أيضا في ظروف مشابهة تماما.. لذا عندما عرض الصاوي مذكرة حمدي النحاس علي مجلس التحرير الذي كان ينعقد صباح كل يوم وكان رئيس التحرير محسن محمد.. عندما عرض الصاوي المذكرة قال قولته المشهورة:
لن أعرض عليكم مذكرة للمناقشة.. بل اعرض قرارا
ارجو أن توافقوني عليه "تماما كما قال عبدالناصر يوما"!!
***
وتمت ولادة المجلة العملاقة.. لقد ولدت عملاقة.. اذكر هذه القصة لأن هناك موجة "عدم وفاء" لكل من سبقنا إلي دار البقاء.. مثلا.. وسبق أن قلت هذا الكلام مرارا وتكرارا مثلا لا يذكر أحد أن صاحب "فكرة" اختيار "نجم الموسم".
هو أحمد مكاوي.. صاحب "فكرة" فرع مدينة نصر المرحوم إبراهيم شعراوي أمين عام مجلس الوزراء وعضو مجلس إدارة الأهلي وهو الذي أخذ موافقة علي الأرض من عثمان أحمد عثمان وزير الاسكان!!!.. مثلا.. مثلا.. رحم الله الجميع.